روى عنه: البُخاري، ومسلم، وأبو داود، والنّسائي، وابن خُزَيْمة، وأبو عَروبة، وعَبْدان الأهْوازيّ، ومحمد بن يحيى بن مَنْده، وغيرهم.
مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين، وقيل سنة خمس وخمسين. ومرّ في الحديث السادس من بدء الوحي بحث بِشْر وبُسُر -بضم الباء والسين المهملة-.
وليس في الستة بِشْر بن خالد سواه، وأما بِشر فكثير.
الرابع: محمَّد بن جعفر الهُذَلي مولاهم أبو عبد الله البَصْري المعروف بغُنْدَر صاحب الكرابيس، وغُندَر -بضم الغين المعجمة، وفتح الدال المهملة- وحكى الجَوْهريّ ضمها، لقّبه به ابن جُرَيْج لما قَدِم البصرة، كان يكثِر عليه الشَّغَب، وحَدّث عن الحسن البَصريّ بحديث فأنكره عليه، وجعل يكثر عليه التشغيب، فقال له: اسكت يا غُندَر، وأهل الحجاز يسمون المُشَغِّب غُندَرًا. وزعم أبو جعفر النحاس أنه من الغدر، وأن نونه زائدة.
كان محمَّد بن جعفر ربيب شُعبة، وقال: إنه جالسه عشرين سنة لم يكتب عن أحد غيره شيئًا، وكان شُعبة زوج أُمه، وكان إذا كتب عنه شيئًا عرضه عليه، قال أحمد: أحسبه من بَلادته. قال يحيى بن مَعين: كان من أصح الناس كتابًا، وأراد بعضهم أن يُخَطِّئه فلم يقدِر. وقال أبو حاتم: صدوق. وهو في شعبة ثقة، صام خمسين سنة يصوم يومًا ويُفطر يومًا. وقال ابن المدِيني: هو أحَبُّ إلي من عبد الرحمن في شُعبة، وقال ابن مَهْدي: كنّا نستفيد من كتب غُندَر في حياة شعبة، وقال غُندَرُ أثبت في شُعبة مني. وكان وكيع يسميه: الصحيح الكتاب. وقال ابن المُبارك: إذا اختلف الناس في حديث شُعبة فكتاب غُندَر حَكَمٌ بينهم. وذكره ابن