وقيل: سنة اثنتين، وقدّمنا قريبًا سبب تلقيبه بغُندَر وقد قال العراقيُّ: وربما كان لبعضٍ سَبَبُ:
كغُندَرٍ محمدِ بن جَعْفَرِ ... وصالِحٍ جزَرَةِ المُشْتَهِرِ
لقِّب صالح جزرة لكونه حكى عن نفسه أنه صَحَّف خَرَزة -بمعجمة ثم راء ثم زاي- في حديث عبد الله بن بُسْرة: أنه كان يُرقي بخرزة. إذ سُئِل بعد الفراغ من السماع على عَمرو بن زُرارة: من أين سمعت؟ فقال: من حديث الجَزَرة، -بالجيم والزاي والراء مفتوحات- وكان في حداثته، قال: فَبقِيت عليّ، وقد مر الكلام على الألقاب مستوفىً في الثامن من كتاب الإِيمان. عند ذكر ابن عُليّة.
والمُلقب بغُندَر غيره عشرة، وأما محمَّد بن جعفر في الستة سواه فسبعة.
والهُذليّ في نسبه مرّ الكلام عليه في السادس من بدء الوحي.
الخامس: سُليمان بن مِهران الأسديّ الكاهليّ مولاهم، أبو محمَّد الكُوفي الأعْمش.
يقال: أصله من طبرِستان، وولد بالكوفة، وقيل: إن أصله من رُستاق من قرية يقال لها: دُنباوَنْد -بدال مضمومة، ونون ساكنة، ثم موحدة مفتوحة، ثم ألف، ثم واو مفتوحة، ثم نون ساكنة، بعدها دال مهملة- قدِم عليها أبوه وامرأته حامل بالأعْمش، فولدته بها، ويقال: إن أباه جاء به حميلًا إلى الكوفة، فاشتراه رجل من بني أسد، فأعتقه وعند الترمذي في "جامعه" في باب الاستشارة عند الحاجة عن الأعمش، أنه قال: كان أبي حميلًا، فورثه مسروق، فالحميل على هذا أبوه، والحميل الذي يحمل من بلده صغيرًا، ولم يولد في الإِسلام.
قال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ستة: عمرو بن