كان قبيصة رجلًا صالحا ثقة لا بأس به، وأي شيء لم يَكُن عنده يذكر أنه كثير الحديث.
وقال أبو طالب: ذكر قَبيصةُ ابن مهدي وأبا نعيم، فكان أحمد لا يعبأ به. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: قبيصة أثبت منه جدًّا. يعني من أبي حُذيفة. قال: وقد كتبت عنهما جميعًا، وقال ابن أبي خَيْثمة عن ابن مَعين: قَبيصة ثقةٌ في كل شيء إلَّا في حديث سُفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. وقال يعقوب بن سُفيان: قال يحيى بن يَعْمُر: قبيصة أكبر من يحيى بن آدم بشهرين: قال: وسمعت قبيصة يقول: شهدت عند شَريك فامتحنني في شهادتي، فذكرتُ ذلك لسُفيان فأنكر على شَريك، قال: وصليتُ بسُفيان الفريضة.
روى عن الثَّوريّ وشُعبة ومَطر بن خَليفة وإسرائيل بن يونس وحَمّاد ابن سَلَمة وورقاء بن عُمر وأبي رَجَاء ويحيى بن سَلَمة بن كُهَيْل وغيرهم.
وروى عنه: البُخاريّ، وروى الباقون له بواسطة ابنه عُقبة. وروى عنه أبو بكر بن أبي شَيْبة وهنّاد بن السّريّ ومحمود بن غَيْلان ومحمد بن يونس النّسائي وأحمد بن حَنْبل، وحَنبل بن إسحاق وإسحاق بن سَيّار النّصيبِيّ وغيرهم.
مات سنة خمس عشرة ومئتين، وقيل سنة ثلاث عشرة. وليس في الستة قبيصة بن عُقبة سواه. وفيهم قبيصة سواه تسعة. والسُّوائي في نسبه بضم السين وفتح الواو مخففة، نسبة إلى جده سُواءة بن عامر المارّ. قال في القاموس: سُواءَة كخُرافة اسم. قال شارحه: بنو سُواءة بن عامر بن صعصعة بطن من هوازن، وله وَلَدان: حَبيب وخُرثان، قلت: وحبيب هو جد قَبيصة كما مر، ومنهم أبو جُحَيْفة وَهْبُ بن عبد الله الملقب بالخير السُّوائيّ - رضي الله عنه -.
الثاني: سُفيان بن سَعيد بن مَسروق الثَّورِيّ أبو عبد الله الكوفي أحد