وقوله:"واما المنافق" أي غير المصدق بقلبه لنبوته. وقوله:"أو المرتاب" أي الشَّاكّ. وقوله:"سمعتُ الناس يقولون شيئًا فقلته" أي: قلت ما كان الناس يقولونه، وفي رواية، وذكر الحديث، أي الآتي في الجنائز، وهو فيقال:"لا دريت ولا تليت، ويضرب بمفارق من حديد ضربةً، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين". وقوله:"ولا تلَيت" أصله لا تَلَوت، أي: لا فهمتَ، ولا قرأت القرآن أو المعنى لا دريتَ ولا اتبعتَ من يدري. وإنما قاله بالياء لمؤاخاة "دريت" وروي لا دريت ولا أتليت، بزيادة همزة قبل المثناة، بوزن افتعلت، من قولهم ما ألوت، أي: لا دريت، ولا استطعت أن تدري، حُكِيَ عن الأصمعي، وبه جزم الخطابيّ.
وقال الأزهريّ: الألْوُيكون بمعنى الجهد، وبمعنى التقصير، وبمعنى الاستطاعة وحُكي عن يونس بن حبيب أن الصواب في الرواية "لا دريت ولا أتليت" بزيادة ألف وتسكين المثناه. كأنه يدعو عليه بأن لا يكون له من يتبعه، وهو من الإتلاء، يقال: ما أتْلت ابله، أي: لم تلد أولادًا يتبعونها، وعند أحمد من حديث أبي سعيد "لا دريتَ ولا اهديت" وعند عبد الرزاق "لا دريت ولا أفلحت".
وقوله:"بمطارق من حديد" وفي رواية "بمطرقة" بالإفراد. والجمع مؤذنٌ بأن كل جزء من أجزاء تلك المطرقة مطرقة برأسها مبالغة وفي حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق "معهما مِرْزَيَّةٌ لو اجتمع عليها أهل مني لم يقلوها" وفي حديث البراء "لو ضرب بها جبل لصار ترابًا" وفي حديث أسماء "ويسلط عليه دابة في قبره معها سوطٌ ثمرته جمرة مثل غَرْبِ البعير، تضربه ما شاء الله، صماء لا تسمعه فترحمه" وفي حديث أبي سعيد وأبي هريرة وعائشة زيادة "ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقال له: هذا منزلك، لو آمنت بربك، فأما إذا كفرت، فإن الله أبدلك هذا، ويفتح له باب إلى النار، فيزداد حسرة وثبورًا، ويُضيَّق عليه قبره حتى تختلفَ أضلاعه".
وفي حديث البراء "فينادي مناد من السماء": افرشؤ من النار، وألبسوه