للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقائه؟ وقوله "في مِكتَلِ" بكسر الميم. وفتح المثناة الفوقية، شِبْه الزِّنْبيل، يسع خمسة عشر صاعًا. وقوله "فهو ثمَّ" بفتح المثلثة، ظرف بمعنى هناك، أي العبد الأعلم منك هناك. وقوله، "وانطلق بفتاه يوُشَع بن نونٍ" يوشع مجرور بالفتحة، عطف بيان لفتاه، غير منصرف للعلمية والعجمة، ونوِن مجرور بالإضافة، منصرف كنوحٍ ولوطٍ على الفصحى، وفي رواية أبي ذرٍ "وانطلق معه فتاه" فصرح بالمعية للتأكيد وإلا فالمصاحبة مستفادة من قوله في {لِفَتَاهُ} [الكهف: ٦٢].

ويوشع هو الذي قام في بني إسرائيل بعد موت موسى ونقل ابن العربيّ أنه كان ابن أخت موسى، وعلى القول الذي نقله نوف بن فضالة من أن موسى صاحب هذه القصة ليس هو ابن عمران فلا يكون فتاه يوشع بن نون، وأمّا ما رواه الطَّبري عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: لم نسمع لفتى موسى بذكرٍ من حين لقي الخضر، فقال ابن عباس: إن الفتى شَرِب من الماء الذي شرب منه الحوت فَخَلَدَ، فأخذه العالم، فطابق به بين لوحين، ثم أرسله في البحر، فإنها لتموج به إلى يوم القيامة. وذلك أنه لم يكن له أن يشرب منه قال أبو نصر القُشَيْرِيّ: إن ثبت هذا فليس هو يوشع، فإن إسناده ضعيف. وقد مر في الحديث السابق ما قاله ابن العربيّ من أن الفتى ليس هو يوشع، وما اعترض به عليه.

وقوله: "فانسلَّ الحوت من المِكتل" أي لأنه أصابه من ماء عين الحياة الكائنة في أصل الصخرة شيء، إذ أصابتها مقتضيةٌ للحياة، لما عند المؤلف في رواية. وقوله {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: ٦١] أي مذهباً ومسلكًا يَسْرُب فيه، ومنه {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: ١٠] أي: سألك في سِرْبه، أي: مذهبه، ومنه أصبح فلان آمنًا في سِرْبه، ومنه انْسرب فلانٌ، إذا مضى، وزاد في سورة الكهف: وأمسك الله عن الحوتِ جِرْيَة الماء فصار عليه مثل الطّاق.

وقوله "وكان لموسى وفتاه عجبًا" أي: كان إحياء الحوت المملوح،

<<  <  ج: ص:  >  >>