للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخصيصه بالصفة، ومسجَّى مغطّى. وفي رواية التفسير"على طِنْفِسَة خضراء على كبد البحر" والطنفسة بكسر أوله وثالثه، وبضمهما، وبكسر الأول وفتح الثالث، وهي فراش صغير. وفي هذه الرواية مسجّى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه وعند مسلم "مسجّى ثوبًا مستلقيًا على قفاه" ولعبد بن حميد "فوجده نائمًا في جزيرة من جزائر البحر ملتفًا بكساء" ولابن أبي حاتم عن السَّدِّيّ "فرأى الخضر وعليه جُبَّة من صوف وكساء من صوف ومعه عصا قد ألقى عليها طعامه".

وقوله "فسلم موسى، فقال الخضر: وأنّى بأرضك السلام؟ أي كيف بأرضك السلام، ويؤيده ما في التفسير "هل بأرضي من سلام" أو بمعنى "من أين" كقوله تعالى {أَنَّى لَكِ هَذَا} [آل عمران: ٣٧]. والمعنى من أين السلام في هذه الأرض التي لا يعرف فيها؟ وكأنها كانت أرض كفْر، أو كانت تحيتهم بغير السلام. وعند مسلم "فكشف الثوب عن وجهه، وقال وعليكم السلام". ويجمع بين الروايتين بأنه استفهمه بعد أن رد عليه السلام.

وقوله "فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم" أي أنا موسى بني إسرائيل، فهو مقول القول ناب عن الجملة، وهذا يدل على أن الأنبياء ومن دونهم، لا يعلمون من الغيب، إلا ما علمهم الله تعالى لأن الخضر لو كان يعلم كل غيب لعرف موسى قبل أن يسأله.

وقوله {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: ٦٦] قد مر أنه قرىء بالتحريك، وبضم ثم سكون، وهما بمعنى كالبُخْل والبَخَل، وقيل بفتحتين: الدّين، وبالسكون: صلاخ المنظر. وقوله "إنك لن تستطيع معي صبرًا" أي لأني أفعل أمورًا ظاهرها مناكير، وباطنها حق لم تحط به. وقد عبر بالصيغة الدالة على استمرار النفي لما أطلعه الله تعالى عليه من أن موسى لا يصبر على ترك الإنكار، إذا رأى ما يخالف الشرع؛ لأن ذلك شأن

<<  <  ج: ص:  >  >>