وقوله "فانطلقا" أي: بعد خروجهما من السفينة، وقوله "فإذا غلام يلعب مع الغلمان" وغلام بالرفع مبتدأ لكونه تخصص بالصفة، والخبر محذوف، والغلام اسم للمولود إلى أن يبلغ، وكان الغلمان عشرة، وكان الغلام أظرفهم وأوضأهم واسم الغلام حَيْسُون بالحاء المهلمة آخره نون، أو حَيْسور بالراء بدل النون، وقيل بجيم أوله بدل الحاء، وقيل حَنْسُور بنون بدل التحتانية مع الراء، وعند السُّهيليّ بفتح الهاء المهملة، والموحدة، بعدهما نونان؛ أولاهما مضمومة بينهما واو ساكنة، وقيل: اسمه حَشْرَد وقيل شَمْعون. وعن الضَّحّاك: يعمل بالفساد، ويتأذّى منه أبواه وعن الكلبي: يسرق المتاع بالليل، فإذا أصبح لجأ إلى أبويه، فيقولان لقد بات عندنا، وفي رواية التفسير كان أبواه مؤمنين، وكان كافرًا.
وفي رواية سفيان "وأما الغلام فطُبع يوم طُبع كافرًا، وكان أبواه قد عطفا عليه" وقيل: إن موسى لما قال للخضر: أقتلت نفسًا زكية، اقتلع الخضر كتف الصبي الأيسر وقشر عنه اللحم، فإذا في عظم كتفه كافر لا يؤمن بالله أبدًا. وعن وهب بن مُنبه كان اسم أبيه ملاس، واسم أمه رحما، وقيل اسم أبيه كاردى، واسم أمه سهوى.
وقوله "فأخذ الخضر برأسه من أعلاه. فاقتلع رأسه بيده"، وعنده في بدء الخلق "فأخذ الخضر برأسه فقطعه" هكذا، وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئًا، والفاء في "فاقتلع" للدلالة على أنه لما رآه اقتلع رأسه من غير ترو واستكشاف حالٍ. وعند المصنف في التفسير "فأَضجعه ثم ذبحه بالسكين"، ويجمع بينهما بأنه ذبحه ثم اقتلع رأسه. وفي رواية عند الطَّبريّ "فأخذ صخرة فثلغ رأسه"، وهي بمثلثة ثم معجمة، والأول أصح، ويمكن أن يكون ضرب رأسه بالصخرة، ثم ذبحه وقطع رأسه.
وقوله "فقال موسى أقتلت نفسًا زكيَّة بغير نفس" بتشديد الياء، أي طاهرة من الذنوب، وهي أبلغ من زاكية بالألف، وتخفيف الياء لأن فعيلة