عليهما، وقال:"اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما".
وروى الواقدي من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- على أبي أيوب، فلما تزوج علي فاطمة، قال له:"التمس منزلًا"، فأصابه مستأجرًا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلِّم حارثة بن النعمان. فقال:"قد تحوَّل حارثة حتى استحييتُ منه"، فبلغ حارثة، فجاء، فقال: يا رسول الله: والله الذي تأخذ أحبُّ إلى من الذي تدع. فقال:"صدقتَ بارك الله فيك"، فتحول حارثة من بيتٍ له، فسكن فيه علي بفاطمة.
وعن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاَّ ما كان من مَريم ابنة عِمران.
وعن عِمران بن حُصَين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاد فاطمة رضي الله عنها وهي مريضةٌ، فقال لها:"كيف تجدينَك يا بنيةُ؟ ". قالت: إني لوجِعة، وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله. قال:"يا بنيةُ: أما ترضَيْن أنك سيدة نساء العالمين؟ " قالت: يا أبتِ: فأين مريمُ بنت عِمران؟ قال:"تلك سيدةُ نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوَّجتك سيدًا في الدنيا والآخرة".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيدة نساء أهل الجنة مَريم، ثم فاطمة بنت محمد، ثم خديجة، ثم آسية بنت مُزاحم امرأة فرعون ".
وفي رواية أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عِمران، وآسية بنت مُزاحم، وخديجة بنتُ خوَيْلد، وفاطمة بنت محمد".
وفي رواية أنس:"حسبُك من نساء العالمين مريم بنت عِمران، وخديجة بنت خُوَيلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".
وروي عن ابن عباس: خط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأرض أربعة خطوط، ثم قال:"أتدرونَ ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل