صدورُها". والعِبْرانية بكسر العين نسبة إلى العِبْر -بكسر العين، وسكون الموحدة- وزيدت الألف والنون في النسبة على غير قياس، قيل: سُميت بذلك لأن الخليل، عليه الصلاة والسلام، تكلم بها لما عبر الفرات فارًّا من نمروذ، وقيل: إن التوراة عبرانية، والإِنجيل سرياني.
وعن سُفيان: ما نزل من السماء وحيٌ إلا بالعربية، وكانت الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، تترجمه لقومها.
وقوله: "يا ابنَ عَمِّ" هذا النداء على حقيقته، ووقع في مُسلم: "يا عَمّ" وهو وهم، لأنه وإن كان صحيحًا لجواز إرادة التوقير، لكن القصة لم تتعدد، ومخرجها متحد، فلا يُحمل على أنها قالت ذلك مرتين، فيتعين الحمل على الحقيقة. وإنما جوز ذلك فيما مضى من العبراني والعربي, لأنه من كلام الراوي في وصف ورقة، واختلفت المخارج، فأمكن التعداد.
وقولها: "من ابنِ اخيكَ" تعني به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لأن الأب الثالث لورقة هو الأخ للأب الرابع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أي فيكون أبوه عبد الله وورقة في عدد النسب إلى قُصَيّ بن كِلاب الذي يجتمعان فيه سواء، فكان من هذه الحيثية في درجة أخوته، أو قالته على سبيل التوقير لسنه. وفي الحديث إرشاد إلى أن صاحب الحاجة يقدم بين يديه مَنْ يعرف قدره، ممن يكون أقرب منه للمسؤول، وذلك مستفاد من قول خديجة: "اسمع من ابن أخيك" أرادت بذلك أن يتأهب لكلامه، عليه الصلاة والسلام، وذلك أبلغ في التعليم.
وقوله: "يا ابن أخي: ماذا ترى؟ " فيه حذف تقديره فأتت به ورقةَ ابن عمها، فأخبرته بالذي رأى، فقال: يا ابن أخي .. الخ. ذكره أبو نعيم في "دلائل النبوة".
وقوله: "هذا الناموس الذي نزل على موسى" هذا إشارة إلى الملك المذكور في خبره، عليه الصلاة والسلام، ونَزَّلَهُ منزلة القريب بقرب