للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها، وقد توبع شيخُه عمرو، عن عطاء، عليها، فقد رواه الدَّارقُطني والبَيْهقي عن ابن وَهْب عن أُسامة بن زيد اللَّيْثي، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل شاة ماتت: "ألا نَزَعْتُم إهابها فَدَبَغْتُموه فانْتفَعْتُمْ به" قال البيهقيُّ: وهكذا رواه الليثُ بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء، وكذا رواه يحيى بنُ سعيد، عن ابن جُريج، عن عطاء، فهذه متابعات لابن عُيينة في شيخ شيخه فاعْتَضد بها.

وفي مسلم وغيره من رواية عبد الرحمن بن وَعْلَة عن ابن عباس: "أَيُّما إهابٍ دُبِغَ فقد طَهُر". وهو بمعنى حديث ابن عُيينة فكان شاهدًا في الباب عند من لا يَقْصرُه على ما جاء عن صحابيٍّ آخر، أما مَنْ يقصُرُه عليه وهم الجمهور كما مرَّ فعِندهم رواية ابن وعْلَةَ هذه متابعة لعطاء، ولهذا عَدَل ابن حجر إلى التمثيل بحديث فيه المتابعة التامة والقاصرة، والشاهد باللفظ والشاهد بالمعنى، وهو ما رواه الشافِعيُّ، عن مالك، عن عبد الله ابن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشُّهْر تسعٌ وعشرونَ فلا تَصوموا حَتَّى تَرَوُا الهلالَ، ولا تُفطِروا حتى تَرَوْه، فإنْ غُمَّ عليكم فأكملوا العِدَّةَ ثلاثين" رواه عدة من أصحاب مالك بلفظ: "فَاقْدِروا له" فأشار البَيْهقيُّ إلى أن الشّافعي تفرد بقوله: "فَأَكملوا العدَّة ثلاثين" فنظرنا فوجدنا البخاريَّ رواه بلفظ الشافعي، قال: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبي، حدثنا مالك، إلى آخره.

فهذه متابعة تامة لما رواه الشافعي ودلَّ هذا على أن مالكًا رواه عن عبد الله بن دينار باللفظين، وقد توبع فيه عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، حيث رواه مسلم من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر بلفظ "فَاقْدُرُوا ثلاثين"، ورواه ابن خُزَيمة من طريق عاصم ابن محمَّد بن زَيْد، عن أبيه، عن جَدِّه ابن عمر بلفظ: "فكَمِّلُوا ثلاثين" فهذه متابعة قاصرة.

وله شاهدان، أحدُهما: ما جاء من حديث أبي هريرة رواه البخاري

<<  <  ج: ص:  >  >>