فقد سمعت، وقال العِجْلي: أبو عَوانة بصريٌّ ثقةٌ، وقال ابنُ شاهين في "الثقات": قال شعبة إذا حدثكم أبو عَوانة عن أبي هُريرة فصدقوه، وقال ابن المديني: كان أبو عَوانة في قتادة ضعيفًا, لأنه كان قد ذهب كتابهُ، وكان أحفظَ من سعيد، وقد أَغْرب في أحاديثَ، وقال يعقوبُ بن شيبة: ثبتٌ، صالح الحفظ، صحيحُ الكتاب، وقال ابن خِراش:. صدوقٌ في الحديث، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: أجمعوا على أنه ثقة ثبتٌ حجةٌ فيما حدث به من كتابه، وإذا حدث من حفظه ربما غَلِطَ.
واختلف في سبب عِتقه على أوجه، فقال ابن عَدِيٍّ: كان مولاه قد فَوَّض له في التجارة فجاء سائلٌ، فقال له: أعطني درهمين لأنفعك، فأعطاه فدار السائل على رؤساء البصرة، فقال: بَكِّروا على يزيد بن عطاء، فقد أعتق أبا عَوانة، فاجتمع إليه الناسُ فأَنِفَ من أن ينكر حديثه، وأعتقه حقيقةً، وحكى ابنُ حِبَّان قصةَ عِتقِه، فقال: كان يزيدُ بن عطاء حجَّ ومعه أبو عَوانة، فجاء سائل إلى يزيدَ فسأله فلم يعطهِ شيئًا، فلحقه أبو عَوانة، فأعطاه دينارًا، فلما أصبحوا وأرادوا الدفعَ من المُزْدَلِفَةِ، وقف السائلُ على طريق الناس فكلما رأى رِفقة قال: أيها الناس اشكُروا يزيد ابن عطاء، فإنه تقرب إلى الله تعالى اليوم بِعِتق أبي عَوانة، فجعل الناسُ يمرون فوجًا بعد فوج إلى يزيد يشكرون له ذلك، وهو ينكر، فلما كثروا عليه قال: من يستطيع ردَّ هؤلاء؟ اذهب فأنت حرٌّ، وحكاها أَسْلمُ بن سَهْل على صفة أخرى، وهي أن أبا عَوانة كان له صديق قاصٌّ، وكان يحسن إليه، فأراد أن يكافِئَهُ، فكان لا يجلِسُ مجلسًا إلا قال: ادعوا الله تعالى ليزيد بن عطاء فإنه قد أَعتق أبا عَوانة.
رأى الحسنَ، وابن سيرين، وسمع من معاوية بن قُرَّة حديثًا واحدًا.
وروى عن الأَشْعث بن أبي الشَّعْثاء، والأسودِ بن يزيد، وقَتادة، والأَعْمش، والحكم بن عُتَيْبة، ومنصور بن المُعْتَمر، وسعيد بن مَسْروق، وسِمَاك بن حرب، وخلق كثير.