للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَمْرو بن شُعيب، وغيلان بن جَرير، وغيرهم.

وروى عن شعبة، والسفيانان، وأبو عَوانة، وإسرائيل، وزائدةُ، وآخرون، وأبو عائشة لا يعرف اسمه.

والهَمْداني في نسبه نسبة إلى هَمْدان بفتح فسكون، وبالدال المهملة: قبيلةٌ باليمن من حِمْيَر، واسمه أَوْسَلَةُ بنُ مالك بن زيد بن أَوْسَلَة ابن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ، والنسبة هَمْداني على لفظه.

وأما الهَمَذاني بفتح الهاء والميم والذال المعجمة، فهو نسبة إلى هَمَذان محركة، بلدة من كُور الجبل، بينها وبين الدِّينَوَرِ أربع مراحل، بناها الهَمَذان بن الفلوج بن سام بن نوح عليه السلام، فتحها المغيرةُ بن شعبة سنة أربع وعشرين على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب في جُمادى الأولى، وهي أحسن البلاد هواءً، وأطيبها وأنزهها، وما زال محلًّا للملوك، ومعدِنًا لأهل الدين والفضلِ لولا شتاؤه المفرِط، بحيث قد أُفْرِدَت فيه كتب، وذُكر في الشعر والخطب، قال كاتب بكر:

هَمَذَانُ مُتْلِفَةُ النُّفوسِ وَبَرْدُها ... الزَّمْهَريرُ وَحَرُّها مأمونُ

غَلَبَ الشِّتاءُ مَصيفَها ورَبيعَها ... فَكَأَنَّما تَمُّوزها كانُونُ

وسأل عمر بن الخطاب رجلًا: من أين أنت؟ فقال: من هَمَذان.

فقال: أما إنها مدينةُ همٍّ وأذىً يجمُدُ قلوبُ أهلِها كما يجمُدُ ماؤها، والنسبة إلى القبيلة في المتقدمين أكثر، وإلى المدينة في المتأخرين أكثر، ولا يُمكن استيعاب هؤلاء ولا هؤلاء، وممن خرج من الغالب وسُكِّنَ من المتأخرين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عُقْدة، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف، وجعفر بن علي، وعلي بن عبد الصمد السَّخاوي، وعبد الحكم بن حاتم.

قال العراقي:

........................ وفي النَّسَبْ ... هَمْدانُ وهو مطلقًا قِدْمًا غَلَبْ

<<  <  ج: ص:  >  >>