وممن هو بفتح الميم والذال المعجمة أحمد بن المراد بن حمويه الهمذاني، قيل: إن البخاري حدث عنه في الشروط.
الرابع: سعيدُ بن جُبَيْر بن هشام الأسَدِيّ الوَالبيّ مولاهم أبو عبد الله أو أبو محمد الكوفي، قال مَيْمون بنُ مِهْران: مات سعيدٌ وما على ظهر الأرض أحدٌ إلا وهو يحتاج إلى علمه، وكان يقال له: جهبذ العلماء، وقال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، يقول: أليس فيكم ابنُ أم الدَّهْماء؟ -يعني سعيد بن جُبير- وقد قال له ابن عباس: حدث. فقال له: أحدث وأنت ها هنا؟! فقال: أليس من نعمة الله أن تحدث وأنا شاهد؟ فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علمتك، وكان لا يستطيع أن يُكْتَبَ مع ابن عباس في الفُتيا، فلما عَمِيَ كُتب، فبلغه ذلك، فغضِب، وقال ابن إياس: قال لي سعيد بن جبير: أمسك علي القرآن، فما قام مِن مجلس حتى ختمه. وقال خُصيف: كان من أعلم التّابعين بالطلاق سعيد بن المسيِّب، وبالحج عطاء، وبالحلال والحرام طاووس، وبالتفسير مُجاهد بن جَبْر، وأجمعَهم لذلك كلِّه سعيد بن جُبير وقال أَصْبَغُ بن زايد الواسِطيُّ: كان له ديك يقوم من الليل لصياحه، فلم يَصِح ليلة حتى أصبح، فلم يستيقِظْ سعيد، فَشَقَّ عليه ذلك، فقال: ماله قَطَعَ الله صوته؟ فما سُمع له صوتٌ بعد ذلك، فقالت له أمه: لا تدعُ علي شيء بعدها. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: كان فقيهًا عالمًا عابدًا ورعًا فاضلًا، وقال أبو القاسم الطَّبري: هو ثقة إمام حجة على المسلمين، وقال يحيى بن سعيد: مرْسَلاتُ سعيد أحبُّ إليَّ من مرسلات عطاء ومُجاهد، وكان سفيان يُقَدِّم سعيدًا على إبراهيم في العلم، وكان أعلم من مجاهد وطاووس، ورأى عبد الملك بن مروان كأنه بال في المحراب أربع مرات، فوجه إلى سعيد بن جبير من يسأله, فقال: يَمْلِكُ من ولده لصُلبه أربعة، فكان كما قال، فإنه وَلِيَ من ولده لصُلبه الوليدُ، وسُليمان، ويزيدُ، وهشامُ، وقيل للحسن البصريّ: إن الحجاج قتل سعيد بن جبير، فقال: اللهم أئت على فاسق ثقيفٍ، فوالله لو أن مَنْ بين