للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إمَّا سَأَلْت فإنَّا مَعْشَرٌ نُجُبٌ ... الأَزْدُ نِسْبَتُها وَالماءُ غَسّانُ

وهو ماءٌ بين رِمَع وزَبيد لواديين باليمن، وقيل: بِسَدِّ مأْرِب، وقيل: بالمُشلَّلِ قرب الجُحْفَة، وقيل: اسم دابة وقعت في هذا الماء فَسُمي الماء بها، وحُكِيَ فيه الصرف والمنع على زيادة النون وأصالتها.

وغسان اسم مازِن بن الَأزْد بن الغَوْث، منهم ملوك غسان الذين منهم جَفْنَةُ بنُ عمرو، والحارثُ المُحَرِّقَّ، وثَعْلَبَةُ العَنْقاءُ، والحارثُ الأكبر المعروف بابن مارية، وأولادهُ النعمان، والمنذر، وجَبَلَة، وأبو شمر، ملوك كلهم، فمن ولد جَبَلة هذا جَبَلَة بن الأيْهم وفي وَلَدِ أبي شَمِر الحارثُ الأَعْرج بن أبي شَمِر، قيل: إن أَزْدَ غسان كان عاهد أَزْدَ شَنُوءة، وأَزْدَ عُمان أن لا يَحُولا عليه، فثبتت أَزْدَ شَنُوءَة على عهده دون أَزْد عُمان، فقال:

وَكُنْتُ كَذي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صَحيحةٍ ... وَرِجْلٍ بها رَيْبٌ مِنَ الحَدَثَانِ

فَأَمَّا الّتي صَحَّتْ فَأَزْدُ شَنُوءَةٍ ... وأمَّا التي شَلَّتْ فَأَزْدُ عُمانِ

وقد فَصل السُّهْلِيُّ في "الروض الأُنُف" غسان تفصيلًا جيدًا.

والمَرْوَزِيّ -بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الواو، بعدها زاي معجمة- في نَسَبه نسبةً إلى مروِ الشَّاهْجان، هي إحدى كراسي خُراسان، وكراسي خُراسان أربع مدن: هذه، ونَيْسابور، وهَرَاة، وبَلْخ، وإنما قيل لها: مَرْوُ الشّاهْجان لتتميز عن مَرْوِ الرُّوذ -بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الواو، وتشديد الراء المهملة المضمومة وبعد الواو ذال معجمة- والشَّاهْجان لفظ عجمي تفسيره روح الملك، فالشاه: الملك، والجان: روح، ومن عادتهم أن يقدموا ذكر المضاف إليه على المضاف، ومرو هذه بناها الِإسكندر ذو القرنين، وهي سرير الملك بخراسان، وزادوا في النسبة إليها زايًا، كما قالوا في النسبة إلى الري: رازي، وإلى إصْطَخْر: إصْطَخْرَزِي على أحد النسبتين، إلا أن هذه الزيادة تختص ببني آدم عند أكثر أهل العلم بالنسب، وما عدا ذلك لا يزاد فيه الزاي، فيقال: فلان المروزي، والثوب وغيره من المَتَاع مَرْوي -بسكون الراء- وقيل: إنه يقال في الجميع بزيادة الزاي، ولا فرق بينهما، وهو من تغيير النسب، ومَرْوُ

<<  <  ج: ص:  >  >>