للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه ابن المبارك، قال: كان فقيهًا عالمًا عابدًا زاهدًا شيخًا شجاعًا شاعرًا، وقال فُضَيْل بن عِياض: أما إنه لم يُخَلِّفْ أحدًا بعده مثله، وقال سَلام بن أبي مُطيع: ما خلف بالمشرق مثله، وقال ابن مَهْدي أيضًا: ما رأت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثَّوْري، ولا أشد تقشفًا من شعبة، ولا أعقل من مالك، ولا أنصحَ للأمة من ابن المبارك، وقال ابن مَعِين: كان كيِّسًا متثبتًا ثقة، وكان عالمًا صحيح الحديث والفقه، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفًا أو أحدًا وعشرين ألفًا، وقال إسماعيل بن عَيّاش: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا أعلم أن الله تعالى خلق خَصْلة من خِصال الخير إلا وقد جعلها فيه، وقال الحسن ابن علي بن شَفِيق: بلغنا أنه قال الفُضَيل بن عِياض: لولا أنت وأصحابُك ما اتجرْتُ. قال: وكان يُنْفقِ على الفقراء في كل سنة مئة ألف درهم، وقال الحاكم: هو إمام عصره في الآفاق، وأَوْلاهم بذلك علمًا وزهدًا وشجاعةً وسخاءً، وقيل لابن معين: أيُّهما أثبتُ عبد الله بن المبارك أو عبد الرزاق؟ فقال: كان عبد الله خيرًا من عبد الرزاق، ومن أهل قريته، عبد الله سيدٌ من سادات المسلمين. وقال ابن جُرَيْج: ما رأيت عراقيًا أفصح منه، وقال الحسن بن عيسى: كان مجاب الدعوة، وقال أبو وهب: مرَّ عبد الله برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو لي، فدعا له، فرد الله عليه بصره وأنا انظر.

وقال الخَلِيليُّ: ابن المبارك الإِمام المتفق عليه، له من الكرامات ما لا يُحصى، يقال إنه من الأبدال، وحكى الحسن بن علي عنه من دقيق الورع أنه استعار قلمًا من رجل بالشّام، وحمله إلى خراسان ناسيًا، فلما وجده معه بها رَجَع إلى الشام حتى أعطاه لصاحبه.

وقال الأسود بن سالم: إذا رأيت الرجل يَغْمِزُ ابن المبارك فاتَّهِمْه على الإِسلام، وقال النسائي: لا نعلم في عصر ابن المبارك أجلَّ منه ولا أعلى منه ولا أجمع لكل خصلة محمودة، وقال العِجْلِيُّ: ثقة ثبت في الحديث، رجل صالح، وكان جامعًا للعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>