وقوله:"والعَفَاف" هو بفتح العين، ومعناه الكف عن المحارم وخَوَارم المروءة.
وقوله:"والصلة" يعني للأرحام، وهي كل ذي رحم لا تَحِلُّ مناكَحَتُهُ، لو فرضت الأنوثة مع الذكورة، أو كل ذي قرابة، والصحيح عمومُهُ في كل ما أمر الله أن يوصل، كالصَدقة، والبر، والإِنعام.
قال في "التوضيح" من تأمل ما استقرأه هِرَقْل من هذه الأوصاف، تبين له حسن ما استوصف من أمره، واستبرأ من حاله، ولله دره من رجل ما كان أعقله من رجل لو ساعدته المقادير بالاتِّباع وتخليد ملكه.
وقوله:"وكذلك الرسل تُبْعث في نسب قومها" رُوي بالواو في "وكذلك" والفاء، وإنما جزم هِرَقْل بذلك لتقرره عنده من الكتب السالفة.
وقوله:"لَقُلْتُ: رَجُلٌ يَأَتسي بقَوْلٍ قيلَ قَبْلَهُ" ويَأْتَسي: أي يقتدي، ويَتَّبِع، وفيه روايتان بالياء المثناة من تحت ثم مثناة فوقية ثم همزة مفتوحة وسين مهملة، وبالياء المثناة من تحت وهمزة ساكنة، وإنما قال في هذه والتي بعدها:"فقلت" لأن هذين المُقَامَيْن مُقَامَا فكرٍ ونظرٍ، بخلاف غيرهما من الأسئلة، فإنها مقام نقل.
وقوله:"رجلٌ يطلُبُ مُلْكَ أبيه" أفرد الأب في هذه الرواية ليكون أعذر في طلب الملك، بخلاف ما لو قال:"آبائه" أو المراد بالأب ما هو أعم من حقيقته ومجازه، ويدل على هذا روايته في آل عمران:"آبائه" بالجمع.
وقوله:"إنَّه لَمْ يَكُن لِيَذَرَ الكذب على الناس إلخ": اللام فيه لام الجحود لملازمتها النفي، وفائدتها تأكيد النفي، نحو {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: ١٦٨] أي: لم يكن ليدع.
وقوله:"وهُم أتباعُ الرُّسُلِ" يعني غالبًا، لأنهم أهل الاستكانة،