للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخلاف أهل الاستكبار المُصِرِّين على الشِّقاق بَغْيًا وحسدًا، كأبي جَهْل وأشباهه، إلى أن أهْلَكَهم الله تعالى، وأَنْقَذَ بعد حين من أراد سعادته منهم، ويُسْتَشْهَدُ لما قاله بقوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: ١١١]، المفسر بأنهم الضعفاء على الصحيح.

وقوله: "وكذلك الإِيمان حتى يَتِمَّ" أي: أمر الإِيمان، لأنه يظهر نورًا، ثم لا يزال في زيادة حتى يتم بالأمور المعتبرة فيه، من صلاة وزكاة وصوم، ولهذا نزلت في آخر سِنيّ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: ٣] ومنه: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} التوبة: ٣٢] وكذلك جرى لأتباع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، لم يزالوا في زيادة حتى كَمَل بهم ما أراد الله من إظهار دينه، وتمام نعمته.

وقوله: "يُخَالِطُ بشاشَة القلوبَ" بإضافة بشاشة للقلوب منصوب على المفعولية، وفي رواية بشاشته بالرفع على الفاعلية، والقلوب منصوب على المفعولية، وتخالط بالتاء الفوقية، وبشاشَةُ القلوب هي انْشِراح الصدور، والفرح، والسرور بالإِيمان.

وقوله: "وكذلك الرُّسُل لا تَعْذِر" أي: لأنها لا تَطْلُبُ حَظَّ الدنيا الذي لا يبالي طالبه بالغدر، بخلاف من طلب الآخرة، ولم يُعَرِّجْ هِرَقْل على الدَّسِيسة التي دسها أبو سفيان، وسقط من هذه الرواية إيراد تقرير السؤال العاشر، والذي بعده، وجوابه، وقد ثَبَتَ الجميعُ في رواية المؤلف التي في الجهاد، ويأتي الكلام عليه ثَمَّ إنْ شاء الله تعالى قاله في "الفتح".

قلت: لم أَرَ في الرواية الآتية زيادة تقرير إلا في كيفية القتال، فإنه قال هناك: وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم؟ فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه يكون دُوَلًا يُدال عليكم المرة وتُدالون عليه الأخرى، وكذلك الرسل تُبْتَلى وتَكُون لهم العاقبة.

وقوله: "وَسَأَلْتُكَ بما يأمُركُم" فيه إثبات الألف بعد ما الاستفهامية،

<<  <  ج: ص:  >  >>