للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن سَعِيد بن المُسَيِّب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر. وكان ابن عمر حين مات خير من بقي، وما لَعَن ابن عمر خادمًا قطُّ إلا واحدًا فأعْتَقَه، كما رُوي عن الزُّهري. ورُوي عنه أنه قال: أراد ابن عمر أن يَلْعَنَ خادمًا، فقال: اللَهُمَّ العَ، فلم يُتِمَّها، وقال: إنها كلمة ما أحب أن أقولها. وعن نافع أن ابن عمر اشتكى، فاشتُري له عُنقودٌ بدِرهم، فأتاه سائل، فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان آخر فاشتراه منه بدِرهم، ثم أراد أن يرجِع، فمُنِع، ولو علم ابن عمر بذلك ما أكله. وعن حَمْزة بن عبد الله بن عُمر، قال: لو أن طعامًا كثيرًا كان لابن عمر: لما شَبِع منه بعد أن يجد له آكلًا. وعن زَيْد بن أسلم، قال: جعل رجلٌ يَسُبُّ عبد الله بن عُمر، وهو ساكتٌ، فلما بَلَغَ باب داره التَفَتَ إليه، فقال: أنا وأخي عاصم لا نَسُبُّ الناس، وعن أبي الدّارِع: قلت لابن عمر: لا يزالُ الناس بخير ما أبقاك الله لهم، فغَضِبَ، وقال: إني لأحسِبُك عراقيًّا، وما يُدريك علامَ أُغْلِق بابي؟ وعن مالك: أقام ابن عمر بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستين سنة، يقدم عليه وفود الناس، ولم يَخْفَ عليه شيء من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، وهو من أئمة الدين. وعنه أيضًا: كان إمام الناس عندنا بعدَ عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد بن عمر. وعن يَحْيى ابن يَحْيى: قلت لمالِك: سمعت المشايخ يَقُولون: من أخَذَ بقول ابن عمر لَم يَدَع من الاستقصاءِ شيئًا، قال: نعم. وعن أبي سَلمة بن عبد الرحمن: كان عُمر في زمانه له نُظَراء، وكان ابن عُمر في زمانه ليس له نظيرٌ. وعن عُقْبَة بن مُسلم أن ابن عمر سُئل عن شيء فقال: لا أدري، أتُريدون أن تَجْعلوا ظُهورنا جُسورًا في جَهَنَّم، تقولون: أفْتانا بهذا ابن عُمر؟ وأخرج البَغَويُّ، عن سعيد، قال: ما رأيت أحدًا أشدَّ اتقاء للحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابن عُمر. ورُوي عن مُجاهد: صَحِبت ابن عمر إلى المدينة، فما رأيتُه يًحَدِّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا واحدًا.

وعن مَيْمون بن مِهران، قال: مر أصحاب نَجْدَةَ الحَرُورِيِّ بإبِلٍ لابن عمر، فاسْتاقُوها، فجاءَه الرّاعي، وقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب

<<  <  ج: ص:  >  >>