للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببدر بلاءً حسنًا، ثم شهد اليمامة فأبلى فيها أيضًا، ويومئذٍ قُطِعَت أذُنه، وعن عبد الله بن عُمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفِرُّون؟ أنا عمار بن ياسر، هَلُمّوا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قُطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال، وكان طويلًا أشهل، بعيد ما بين المِنكبين كما قال الواقدي، وهو أول من بني مسجدًا لله، بني مسجد قُباء، وكان إسلامه بعد بضعة وثلاثين رجلًا هو وصُهَيْب.

وأخرج البخاري عين هَمّام، عن عمار قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.

وقال عاصم، عن زِر، عن عبد الله: إن أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر منهم عمارًا. أخرجه ابن ماجه.

وقال إبراهيم بن سعد: بلغنا أن عمار بن ياسر قال: كنت تِرْبًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنه، لم يكن أحدٌ أقرب به سنًّا مني.

ورُوي عن ابن عباس في قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: ١٢٢] قال: عمار بن ياسر،

{كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: ١٢٢] قال: أبو جهل بن هشام.

ورُوي عن عائشة أنها قالت: ما من أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشاء أن أقول فيه إلا قلت، إلا عمار بن ياسر، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مُلىءَ عمارٌ إيمانًا إلى أخمص قدميه". وفي رواية: "حُشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أُذُنيْه إيمانًا" وفي رواية "مُلىءَ إيمانًا إلى مُشاشِه".

ومن حديث خالد بن الوليد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أبغض عمارًا أبغضه الله تعالى" قال خالد: فمازلت أحبه من يومئذٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>