للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له داود بن عُمر الحائِك: ما تقول في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء. فقال: ما تقول في شهادة الحائك؟ فقال: تُقبل مع عدْلين. ويقال أن الإِمام أبا حنيفة - رضي الله عنه - عادهُ يومًا في مرضه، وطوَّل القعود عنده، فلما عزَم على الانصراف، قال له: ما كأني إلَّا ثَقُلت عليك، فقال: والله إنك لثقيل عليّ وأنت في بيتك.

وعاده أيضًا جماعةٌ فأطالوا الجلوس عنده، فضَجر منهم، فأخذ وسادته، وقام وقال: شفى الله مريضكم بالعافية.

وقيل عنده يومًا: قال - صلى الله عليه وسلم -: "من نامَ عن قيام الليل بال الشيطان في أُذنه" فقال: ما عَمِشت عيني إلا من بول الشيطان في أُذُني، وكانت له نوادر كثيرة.

وبعث إليه هشام بن عبد الملك، أن اكتب لي مناقب عثمان، ومساوىء علي، فأخذ القِرطاس وأدخله في فم شاة حتى لاكته، وقال لرسوله: قل له هذا جوابك، فقال له الرسول: إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك، وتحمل عليه بإخوانه، فقالوا له: يا أبا محمَّد نجِّه من القتل، فلما ألحّوا عليه كَتَب له بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: يا أمير المؤمنين، فلو كانت لعثمان - رضي الله عنه - مناقب أهل الأرض ما نَفَعتك، ولو كانت لعلي - رضي الله عنه - مساوىء أهل الأرض ما ضرَّتْك، فعليك بخويصة نفسك والسلام.

وقال زائدة بن قُدامة: تبعت الأعْمش يومًا، فأتى المقابر، ودخل في قبر محفور، فاضطجع فيه، ثم خرج ينفُض التراب عن رأسه، ويقول: واضيقَ مسكناه.

روى عن: أنس بن مالك ولم يثبُت له منه سماع كما مر، وعبد الله ابن أبي أوفى يقال: إنه مرسل، وزيد بن وهب، وأبي وائل، وأبي عمرو الشّيْباني، وعامر الشعبي، وإبراهيم النّخعي، وعديّ بن ثابت، وعُمارة ابن عُمير، وخلق كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>