وروى الطبَّراني عن أبي الأسود قال: ذكر النعمان عند ابن الزبير عبد الله، فقال: هو أسن مني بستة أشهر، قال أبو الأسود: ولد عبد الله ابن الزبير على رأس عشرين شهرًا، وولد النعمان على رأس أربعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
روى عبد الملك بن عُمير، قال: أتى بشيرُ بن سعد بالنعمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله: ادع الله له، فقال:"أما تَرْضى أن يبلغ ما بلغتَ، ثم يأتي الشام، فيقتله منافق من أهل الشام".
وروى اليَحْصِبِيّ عن النعمان بن بشير أنه قال: أُهدي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنب من الطائف، فقال:"خذ هذا العنقود، فأبلغه لأمك" قال: فأكلته قبل أن أبلغه إياها، فلما كان بعد ليال، قال:"ما فعل العنقودُ، هل بلغته؟ " قلت: لا، فسماني غدر. وفي حديث بقية: فأخذ بأُذني، وقال لي:"يا غدر"، وفي حديثه أيضًا أنه أعطاني قِطْفَيْن من عنب، فقال لي:"كل هذا، وبلِّغ هذا إلى أمك"، فأكلتهما، ثم سأل أمه، وذكر الحديث بمعنى ما ذكر.
كان جوادًا كريمًا شاعرًا، يُروى أن أعشى هَمْدان تعرض ليزيد بن معاوية، فحرمه، فمر بالنعمان وهو على حمص، فقال: ما عندي ما أُعطيك، ولكن معي عشرون ألفًا من أهل اليمن، فإن شئت سألتهم لك؟ فقال: قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم ذكر أعشى هَمْدان، وقال: إن أخاكم أعشى هَمْدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عَمَدَ إليكم، فماذا تَرَوْن؟ قالوا: دينار دينار، فقال: لا، ولكن بين اثنين دينار. فقالوا: قد رضينا. فقال: إن شئتُم عَجَّلْتُها له من بيت المال من عطائكم، وقاصصتكم إذا خرجت عطاياكم. قالوا: نعم، فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من عطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول: