للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودموع ابنته عدة مجلدات. أما توم فيبتعد محجماً، ويدعهم يفاجئونه في أيكة ومولي بين ذراعيه، وتظهر صوفيا في هذا المشهد فتقع مغشياً عليها. ويطرد أولورذي توم كارهاً، فيبدأ هذا أسفاره الحافلة بالأحداث، التي بدونها كان عسيراً على فيلدنج أن يكتب رواية، إذ كان لا يزال مقلداً لسرفاتتس ولساج. ويظل قلبه مع صوفيا الكسيرة الخاطر، ولكن وقد ظن أنه فقدها إلى الأبد ينزلق إلى فراش المسز ووترز. وبعد شدائد كثيرة، وتعقيدات لا تصدق، يصفح عنه أولورذي، ويحل محل بلايفل وريثاً له، ويصلح ذات البين مع صوفيا الخجول الصفوح، ويرحب به سكواير وسترن صهراً له ترحيباً صادقاً مع أنه كان قبل أسبوع على أهبة قتله. ويتعجل وسترن الخاتمة الآن فيقول:

"إليها يا بني، إليها، أمض إليها .. هل انتهى كل شيء؟ هل حددت اليوم يا فتى؟ ماذا، أيكون غداً أم بعد؟ لن أرضي بالتأجيل دقيقة أكثر من بعد غد … يمينا أنها لتود من كل قلبها أن تزف الليلة، أليس كذلك يا صوفي؟ … أين بالله أولورذ؟ اسمع يا أولورذي، أراهن خمسة جنيهات لكراون أن سيولد لنا صبي بعد تسعة أشهر من غد (٩٥) ".

إن أحداً لم يصف الحياة الإنجليزية منذ شكسبير بمثل هذه الخصوبة أو الصراحة. ذلك أن أوصافهم لا تشمل كل جوانب تلك الحياة؛ ونحن نفتقد فيها الرقة والوفاء والبطولة والمجاملات والعاطفة-هذه التي توجد في أي مجتمع. أما فيلدنج فآثر رجل الغريزة عن رجل الفكر. واحتقر مهذبي الكتب ومطهريها الذين حاولوا في زمانه أن ينقوا تشوسر وشكسبير، كما احتقر الشعراء والنقاد الذين ظنوا أن الأدب الجاد يجب ألا يتناول غير علية القوم. وفهم الحب بين الجنسين على أنه حب جسدي، وأحال نواحيه الأخرى إلى دنيا الأوهام. واحتقر جنون المال الذي لحظه في كل طبقة، وكره الدجل والنفاق كرهاً شديداً. ولم يرحم الوعاظ، ولكنه أحب القس آدمز، والبطل الوحيد في "اميليا" هو الدكتور هاريسن، وهو قس أنجليكاني؛ وكان فيلدنج نفسه يعظ في كل مناسبة من رواياته.

وبعد أن نشر توم جونز جرد قلمه لحظة لتناول المشكلات التي