للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الساذجة الخشنة بستائر مصورة، ويدفئون أجسامهم بالفراء، ويجملون أثوابهم بالتطريز، ويزينون أنفسهم بالجواهر.

ولم تكن العادات والأخلاق ظريفة متأنقة كما أضحت في بعض العصور المتأخرة من تاريخ إنجلترا، فنحن نسمع الشيء الكثير عن الخشونة والفظاظة، والوحشية، والكذب والغدر، والسرقة وغيرها من العادات المتأصلة، ويعترف القراصنة النورمان الذين أغاروا على إنجلترا في عام ١٠٦٦، ومنهم من لم يكونوا أبناء شرعيين، بأنهم دهشوا من انحطاط المستوى الخلقي والثقافي عند ضحاياهم. وكان جو إنجلترا الرطب يغري الإنجليز- السكسون بالإفراط في الطعام والشراب، وكانت "حفلة الجعة" عندهم من مستلزمات المجتمعات والأعياد. ويصف القديس بنيفاس الإنجليز في القرن الثامن وصفاً بهيجاً لا يخلو من المغالاة فيقول "إن المسيحيين والوثنيين على السواء يأبون أن تكون لهم زوجات شرعيات، ولا يزالون يعيشون عيشة الدعارة والزنى كما تعيش الخيل الصاهقة والحمر الناهقة" (١٣) وكتب في عام ٧٥٦ إلى الملك إثلبولد Ethelbald يقول:

"لو أن احتقارك للزواج المشروع كان يهدف إلى الطهارة لكان أمراً محموداً، أما وأنتم منغمسون في الترف، وترتكبون الزنى مع الراهبات أنفسهن، فإن ذلك الاحتقار أمر مرذول يسربلكم العار … ولقد سمعنا أن نبلاء مرسية كلهم تقريباً يحذون حذوكم، فيهجرون أزواجهم الشرعيات، ويرتكبون الفحشاء مع الزانيات والراهبات … خذوا حذركم من هذا … إذا كانت أمة الإنجليز … تحتقر الزواج المشروع، وتسارع إلى الزنى، فلا بد أن يؤدي هذا الاتصال إلى وجود شعب دنيء يحقر الله، وستجر الخراب والدمار على البلاد بهذا التهتك وهذه الأخلاق المرذولة".

وكان من حق الزوج في القرون الأولى من حكم الإنجليز- السكسون أن يطلق زوجته متى شاء وأن يتزوج غيرها. وقد ندد مجمع هرتفورد Hertford