للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزنى والديون (١٦٤٩ - ١٦٥٦) منها "يعقوب يبارك حفدته (١٤٣) "، و "المسيح عند النبع (١٤٤) "، و "المسيح وامرأة سامراً (١٤٥) "، و"النزول من الصليب (١٤٦) ". ومهما يكن من آمن فإن الصور الكنسية لم تكن مطلوبة في هولندة البروتستانتية. ومن ثم جرب يده في الأساطير، ولكنه لم ينجح إلا حين استطاع أن يكسو الأشخاص. ولم تكن لوحة "داناي (١٤٧) " جذابة. أما "أتينا (١٤٨) " و"مارس (١٤٩) " فكانتا فييدتين في بابهما. وظل يرسم صور شخصية تأخذ بمجامع الألباب. فإن صورة "نيقولا برونتج (١٥٠) " قد التقطت في لحظة مشرقة بالحياة والفكر، وصور "جان سكس (١٥١) " تمثيل عمدة المدينة الهولندي في ذروة قوته وأسعد أوقاته، كذلك فإن رمبرانت رسم في هذه الفترة أشخاصاً غير ذوات أسماء، بعد دراسة عميقة: "الرجل ذو الخوذة الذهبية (١٥٢) "، و"الراكب البولندي (١٥٣) "، و"كوزيليوس قائد المائة (١٥٤) "، وتبدو معظم اللوحات الشخصية الأخرى إلى جانب هذه، ذات بريق سطحي.

وكان رمبرانت في سن الخمسين حين وقعت الكارثة. أنه قلما اهتم بأن يحسب ما له وما عليه، واشترى دون مبالاة الدار والفن، بل أسهم شركة الهند الشرقية (١٥٥). والآن وقد تخلفت معونات نصرائه ورعاته كثيراً عن الوفاء بمتطلباته، فإنه وجد نفسه وقد أثقلته الديون لدرجة تدعو إلى اليأس. وفي ١٦٥٦، ورغبة في حماية تيتس، نقلت "محكمة الأيتام" في أمستردام، ملكية البيت الأبيض إلى الابن، ولو أنه سمح للوالد في الإقامة هناك لبعض الوقت. وفي شهر يولية أعلن إفلاس رمبرانت، وبيع أثاثه ولوحاته ورسومه ومجموعاته في عجلة كلفته كثيراً (١٥٦٧ - ١٦٥٨). ولكن العائدات كانت أقل كثيراً من أن تفي بالتزاماته. وفي ٤ ديسمبر ١٦٥٧ طرد من الدار، فتنقل من بيت إلى بيت حتى استقر به المقام في روزنبراخت في "حارة اليهود". وأنقذ من هذا الحطام نحو سبعة آلاف فلورين من أجل تيتس، الذي كون مع هندريكا رغبة منها في حماية رمبرانت، شركة بواسطتها بيع أعماله الباقية دون