للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القارئ لجولة من الأحداث المثيرة في حياة جوابه؛ ولكن سمولت وقع الآن على عرق من الفكاهة اللاذعة في أنجح شخوصه، ذلك هو الكومودور ترنيون، الذي يصفه بأنه "سيد من طراز غاية في الغرابة" كان "مقاتلاً مغواراً في زمانه، وفقد عيناً وعقباً في الخدمة العسكرية (١٠٦) " وهو يصر على أن يقص للمرة التاسعة كيف قصف بالمدافع بارجة فرنسية تجاه رأس فنستير. ويأمر خادمه توم بابير بأن يؤمن على كلامه، وهنا "فتح توم فمه كأنه سمكة "قد" لاهثة، وبإيقاع أشبع بعصف الريح الشرقية تصفي في شق" فاه بالتأييد المطلوب (وقد رأى فيه ستيرن هنا آثاراً طفيفة من العم توبي والجاويش تريم).

ويواصل سمولت مرحه خلال وصف صاخب لمسز جريزل وهي تخطب ود الكومودور الذي يتوسل إليه مساعده ذو الساق الواحدة، جاك هانشواي، ألا يسمح لها بأن "تجره تحت مؤخر سفينتها" لأنها "متى أحكمت وثاقك إلى مؤخرها، انطلقت والله حثيثاً، وجعلت كل عرق من عروق جسدك ينشق من الشد". ويطمئنه الكومدور قائلاً "لن يرى إنسان هوسر ترنيون طريحاً في مؤخر السفينة في ذيل أي-في العالم المسيحي (١٠٧) " على أن مختلف الخطط والمكائد تحطم عفته؛ فيوافق على أن "يثبت مركبه بمرساة" أي يتزوج، ولكنه يمضي إلى رباط الزوجية "كمجرم ماض إلى إعدامه … وكأنه يخشى في كل لحظة من تحلل عناصر الطبيعة". ويصر على أن يكون فراش زواجه أرجوحة شبكية، فتنهار تحت ثقل الجسدين، ولكن هذا لم يقع إلا بعد أن "ظنت السيدة أن هدفها العظيم قد تحقق، وسلطانها أصبح مكفولاً أمام جميع صدمات الحظ". على أن هذا التلاحم بين جسدين ينتهي بغير ثمر، فتنكفئ المسز ترنيون إلى البرندي و "فروض الدين التي راحت تؤديها بصرامة تفيض حقداً".

وقد صور السر ولتر سكوت سمولت في أربعيناته بأنه "وسيم جداً، جذاب الملامح، وحديثه-بشهادة كل أصدقائه الباقين على قيد الحياة-منير ومسل غلى أبعد حد (١٠٨) ". وأجمع الناس على أنه رجل حاد الطبع في حديثه. قال يصف السر تشارلز نولز أنه "أميرال بغير إرادة، ومهندس بغير معرفة، وضابط بغير عزيمة، ورجل بغير