للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التشنج والاكتئاب. وأنا أتعاطى السم (الأفيون) لأهدئ نفسي. وأنت ترى أنني عاجزة عن أن أهدئ نفسي؛ فأرشدني، وقوني، وسأصدقك، وستكون سندي. (١٢٣)

وعاد جيبير إلى باريس في أكتوبر، وقطع علاقاته مع مدام دمونسوج، وباح بحبه لجولي. فقبلته شاكرة، وأسلمت له جسدها-في الحجرة المؤدية لمقصورتها في الأوبرا (١٠ فبراير ١٧٧٤) (١٢٤) وقد زعمت فيما بعد أن هذه الفعلة التي اقترفتها وهي في الثانية والأربعين، كانت أول زلة لها من "الشرف" و"الفضيلة" (١٢٥) ولكنها لم تنح على نفسها باللوم:

"أتذكر الحال التي وضعتني فيها، والتي اعتقدت أنكَ تركتني عليها؟ حسناً أود أن أقول لك أنني بعد أن أفقت سريعاً، قمت ثانية (والكلمتان كتبتهما بحروف مائلة) ورأيت ذاتي غير هابطة عن مقامي قيد أنملة .... وربما تعجب لأن آخر الدوافع التي جذبتني إليك هو الوحيد الذي لا يبكتني عليه ضميري ..... فبذلك الاستسلام، بتلك المرتبة النهائية من نكران نفسي وكل مصلحة شخصية لي، أثبت لك أنه ليس هناك غير خطب واحد في الأرض لا طاقة لي باحتماله-وهو أن أغضبك وأفقدك. فذلك الخوف يجعلني أبذل لك حياتي" (١٢٦).

"ونعمت حيناً بنشوات السعادة. وكتبت إليه (لأنهما أخفيا عن الناس علاقتهما وسكن الواحد بعيداً عن صاحبه). لقد ظللت أفكر فيك طوال الوقت. وأنا مستغرقة فيك استغراقاً يجعلني أفهم شعور العابد نحو إلهه. " (١٢٧) أما جيبير فلم يكن بد من أن يمل غراماً يسرف هذا الإسراف في سكب نفسه دون أن يترك لقوته أي تحد. وسرعان ما راح يهتم بالكونتيسة دبوفليه، ويستأنف غرامه بمدام دمونسوج (مايو ١٧٧٤). وعاتبته جولي، فرد في فتور. ثم نمى إليها في ٢ يونيو أن مورا مات في طريقه إليها وهو يبارك اسمها. فتردت في حمى من الندم والحسرة وحاولت أن تسمم نفسها، ولكن جيبير منعها. وراحت خطاباتها إليه يدور أكثرها حول مورو، ومبلغ سمو هذا النبيل الأسباني عن أي رجل عرفته في حياتها. وقلت رؤية جيبير لها وزادت لقاءاته بمونسوج. وعللت جولي نفسها بالبقاء على الأقل خليلة من خليلاته، فكانت