للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألمانيا، وقرر كونستانت (قسطنطين) - لامتعاضه من قسوة نابليون وتأثره بحزن جرمين- أن يصطحبها. وساعدها وأطفالها على تحمل مشاق الرحلة وابتهج عند وصوله إلى فيمار فأقام فيها ليؤلف كتابه عن تاريخ الدين.

وفي ٢٢ يناير سنة ١٨٠٤ بدأ يدوّن كتابه (اليوميات Journal Intime) بادئاً إياه بمدخل مرح:

"لقد وصلت لتوي إلى فيمار إنني أنوي البقاء هنا بعض الوقت ففي هذا المكان سأجد المكتبات والمناقشات الجادة التي تتمشَّى مع ذَوْقي، والأهم من هذا الهدوء الذي يساعدني على العمل"

وبعض الفقرات الأخرى في يومياته هذه تشير إلى تطوره العقلي والنفسي: ٢٣ يناير:

"إنني أعمل قليلاً وبشكل سيء، لكن عوّضني عن ذلك أنني رأيتُ جوته! صفاء وعزّة وحساسية مفرطة لدرجة المعاناة. روح فياض وملامح وسيمة وجسد اعتراه الوهن شيئاً ما .. وبعد العشاء تحدثت بغير كلفة مع فيلاند Wieland - روح فرنسية، بارد كفيلسوف رقيق كشاعر … هيردر Herder كسرير دافئ ناعم حيث يمكن للمرء أن يرى أحلاماً طيبة … "

٢٧ يناير: "شرح لي المؤرخ السويسري جوهان فون ميلر Johannes Von Muller خطته في كتابة تاريخ العالم … ومعه ثار سؤال شائق: هل العالم مخلوق أم غير مخلوق. وفقاً لكيفية الإجابة عن هذا السؤال، فإن مسار التاريخ البشري سيظهر لنا نتيجة متناقضة (متعارضة) بمعنى الكلمة: فإن كان العالم مخلوقاً فلا محالة من فنائه وإن كان غير مخلوق فلا محالة من تحسّنه (تطوره)"

١٢ فبراير: "أعدت قراءة فاوست Faust لجوته (الجزء الأول. إنها تسخر من الجنس البشري وكل العلوم. لقد وجد الألمان فيها عمق تفكير غير مسبوق، لكنني أفضل كانديد " Candide.

٢٦ فبراير: زيارة لجوته Goethe ..

٢٧ فبراير: أمسية مع شيلر Schiller …

٢٨ فبراير: عشاء مع شيلر وجوتة. لا أعرف من العالم ما هو أكثر مرحاً وفكاهة ورقة