٢٩ فبراير: … غدا سأغادر قاصداً ليبزج Leipzig وسأكون حزيناً لتركي فيمار. لقد قضيت هنا ثلاثة أشهر كنت فيها سعيداً جداً. لقد درست، وعشت في أمان ولم أعانِ إلاّ قليلاً .. لم أطلب أكثر من هذا …
٣ مارس: زرت المتحف في ليبزج المكتبة تحوي ٨٠،٠٠٠ مجلد .. لم لا أبقى هنا وأعمل؟ …
١٠ مارس: لقد اشتريت بستة لويسيّات (جنيهات ذهبية فرنسية/ حوالي ١٥٠ دولار) كتباً ألمانية.
لقد ترك مدام دي ستيل في ليبزج واتخذ طريقه إلى لوزان لزيارة أقاربه، وبمجرد وصوله علم بموت والد جيرمين (نيكر) - هذا السيّد الطيِّب نيكر كم هو نبيل وكم هو كُفء وكم هو نقي: لقد أحبني. مَنْ الآن سيُرشد ابنته؟ واندفع عائداً إلى ألمانيا على أمل أن يُخفف وطأة الخبر عليها فقد كان يعلم أن هذه الخسارة ستجتاحها. وعاد معها إلى كوبت ومكث معها حتى أفاقت من هَوْل الصدمة.
لقد كانت في مسيس الحاجة إليه في تلك الأيام التي كان يتطلع فيها لفراقها ليكون حراً في متابعة أموره السياسية وأعماله دون أن يربط نفسه بمصالحها. لقد شعر أنه كان قد دمّر مصالحه السياسية عندما أصبح ليفتنانت (ملازم) lieutenant في حربها ضد نابليون. وفي أبريل سنة ١٨٠٦ دوّن في يومياته تحليلاً يبيِّن اختلال إرادته:
"إنني دائماً أميل إلى قطع علاقتي بمدام دي ستيل، لكن في كل مرة أحس فيها بضرورة السير في هذا الطريق أجد نفسي في صباح اليوم التالي على خلاف ما كُنتُ عقدت عليه العزم. وفي هذه الأثناء أجد أن اندفاعها وطيشها يجعلاني في عذاب وخطر دائم. يجب أن نفترق … إنها فرصتي الوحيدة لحياة آمنة" وبعد ذلك بشهر نقرأ في يوميّاته: "في المساء كان المشهد مرعباً - ألفاظ شنيعة لا مبالية ومرعبة. إنها مجنونة أو أنني مخبول. فكيف تكون النهاية؟ ".