للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل إبليس من الملائكة]

المفتي

عطية صقر.

مايو ١٩٩٧

المبادئ

القرآن والسنة

السؤال

هل إبليس من الملائكة لأن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم فلم يسجد، أو هو من الجن؟

الجواب

معرفة جنس إبليس متوقفة على الخلاف في كونه من الملائكة أولا، وهو قبل معصيته لأمر الله لا يعرف حاله بطريق ثابت، وكل ما قيل في ذلك منسوب إلى بعض الصحابة. أما بعد الإخبار عن معصيته ففي معرفة جنسه رأيان.

الرأي الأول: أنه من الملائكة، واستدل أصحاب هذا الرأي بأدلة منها:

أ-ظاهر الاستثناء فى قوله تعالى {فسجدوا إلا إبليس} وهو استثناء مفصل يدل على أنه من الملائكة.

ب -أنه لو لم يكن من الملائكة ما كان أمر الله لهم بالسجود متناولاً له، ولو لم يكن متناولا له استحال أن يكون تركه للسجود إباء معصية، ولما استحق العذاب، وحيث حصل ذلك علمنا أن الخطاب بالسجود يتناوله، فهو من الملائكة.

والرأي الثاني أنه ليس من الملائكة، واستدل أصحاب هذا الرأي بأدلة مها:

ا - قوله تعالى {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن} الكهف: ٥٠.

ب -أن الملائكة معصومون من العصيان لقوله تعالى {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} التحريم: ٦، وإبليس عصى واستكبر عن السجود فهو ليس من الملائكة ٠ وأدلة الطرفين محتملة، ومناقشة وبيان ذلك باختصار:

١ -أن الاستثناء قد يكون منقطعًا فالمستثنى إبليس وليس من جنس المستثنى منه وهم الملائكة.

٢١ - أن الأمر بالسجود أصلا هو للملائكة، وإبليس ملصق بهم لكثرة عبادته، فلا يوجه إليه أمر خاص، لأن الأمر العام يكون للكثرة الغالبة.

٣١-كون إبليس من الجن قد يراد به أنه من العالم المستتر، والملائكة من العالم المستتر أيضًا، قال تعالى {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} الصافات:

١٥٨، حيث قال الكفار: الملائكة بنات الله.

والدليل الذي جىء له لإثبات أنه ليس من الملائكة بأنهم معصومون، وإبليس أخطأ دليل قوى، فإن الثابت أن الجن منهم مؤمنون ومنهم كافرون، والآيات في ذلك كثيرة وليس في الملائكة كافرون.

ومن أجل أن أغلب أدلة الطرفين مناقشة فلا يمكن القطع برأى في الموضوع، ولهذا قيل: إن إبليس ليس من الملائكة-ولا من الجن بل هو خلق مفرد من نار، وإبليس يطلق عليه شيطان، لأن الشياطين هم شرار الجن. فإن منهم أخيارا، كما يطلق لفظ الشيطان على من تمرد من الإنس والجن والدواب.

ومن أراد تفصيلاً أوضح فليرجع إلى كتاب " آكام المرجان " للمحدث الشبلى، وإلى مجلة الأزهر- المجلد الثامن، صفحة ٥٦٦ وما بعدها، وإلى بحث الجن في هذه الفتاوى

<<  <  ج: ص:  >  >>