للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التاريخ الدولى]

المفتي

عطية صقر.

مايو ١٩٩٧

المبادئ

القرآن والسنة

السؤال

هل اليوم فى التشريع الإسلامى يبدأ من الليل أو من النهار؟

الجواب

اليوم الكامل فى التاريخ عامة يتكون من ليل ونهار، وذلك فى الأماكن التى تشرق فيها الشمس وتغرب كل أربع وعشرين ساعة مرة.

ويبدأ اليوم بغروب الشمس فى التشريع الإسلامى، فالليل سابق على النهار، ذلك لأن دخول الشهر القمرى يكون برؤية الهلال بعد غروب الشمس والمتبع فى عرف الناس هو العكس، فالنهار سابق على الليل.

ذكر ذلك القرطبى "ج ٧ ص ٢٧٦" فى تفسير قوله تعالى {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة} الأعراف: ٤٢ ا، حيث قال: دلت الآية على أن التاريخ يكون بالليالى دون الأيام، لأن الليالى أوائل الشهور.

وبها كانت الصحابة رضى الله عنهم تخبر عن الأيام، حتى روى عنها أنها كانت تقول: صمنا خمسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -والصوم يكون بالنهار لا بالليل - والعجم -أى غير العرب- تخالف فى ذلك فتحسب بالأيام لأن معولها على الشمس يقول ابن العربى: حساب الشمس للمنافع وحساب القمر للمناسك. انتهى.

هذا، واليوم يطلق أحيانا على النهار، قال تعالى فى الريح التى أهلك بها عادا قوم هود {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما} الحاقة: ٧، يقول القرطبى "ج ٨ اص ٢٦٠: لأنها بدأت طلوع -أى بطلوع- الشمس من أول يوم وانقطعت غروب الشمس - أى بغروبها- من آخر يوم.

وقد يعبر عن الأيام بالليالى كما قال تعالى فى شأن زكريا {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} آل عمران: ٤١، {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا} مريم وقد يعبر عن النهار باليوم إذا أريد به ما يقابل الليل كما فى الآية السابقة فى سورة الحاقة.

وللاصطلاح دخل كبير فى هذا الموضوع وقوله تعالى {كل يوم هو فى شأن} الرحمن: ٢٩، أى كل وقت والمراد الدوام

<<  <  ج: ص:  >  >>