هل إجادة تلاوة القرآن الكريم فرض على من يستطيع التعلم وإن لم يتعلم فهل عليه إثم؟ جزاكم الله عنا خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
لقد أنزل الله القرآن على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام؛ وأحب من المسلم أن يتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وإذا كانت تلاوة القرآن عبادة، فإن معرفة كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؛ في هذه العبادة مطلب لكل مسلم حريص على قراءة القرآن كما أُنزل، يستوي في ذلك الأمر الصحابةُ، رضي الله عنهم، فضلاً عمن جاء بعدهم. والقرآن له كيفية مخصوصة في الأداء لا يشاركه فيها غيره من وجوه الكلام، لذا نوَّه الرسول صلى الله عليه وسلم- بهذا في قوله:"مَن أحَبَّ أنْ يقرَأ القُرآنَ غَضًّا كما أُنزل فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قراءةِ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ". أخرجه أحمد (٤٢٥٥) ، وابن ماجة (١٣٨) ، من حديث ابن مسعود، رضي الله عنه. كما لم يدع للصحابة- وهم عرب خلص- مجالاً في الأداء، بل قال لهم:"اقْرَؤوا كَمَا عُلِّمْتُمْ". انظر مسند أحمد (٨٣٢) ، وصحيح ابن حبان (٧٤٦) ، وانظر كذلك صحيح البخاري (٢٤١٠) .