رجل يعمل سائقاً على سيارته منذ عام ٩٤، وركب عدَّة سيارات، وكلما اشترى سيارة إما أن يحدث له حادث أو جميع الدخل من السيارة يصرف في تصليحها، علماً بأن بيته لا ينتفع منه بشيء، فهل هذا غضب من الله أم ابتلاء؟ نرجو الإفادة، وكيف التصرُّف؟.
الجواب
ما ذكرته من تكرر المصائب على هذا الشخص الذي يعمل سائق سيارة ودائماً تتعطل، فنقول: إن تكرر المصائب على الإنسان لا يدل على غضب الله -عز وجل- عليه، بل إذا كان هذا الرجل مستقيماً فربما يكون هذا ابتلاء من الله -عز وجل- يرفع به درجاته ويمحو به ذنوبه، كما في الحديث: أي الناس أشد بلاء؟ قال:"الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل؛ يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً أشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" أخرجه الترمذي (٢٣٩٨) ، وابن ماجة (٤٠٢٣) .
فانظر كيف وصفه - صلى الله عليه وسلم - بالإيمان مع توالي البلاء عليه.
وعندما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قالوا: يا رسول الله ذلك أن لك أجرين قال: "أجل" صحيح البخاري (٥٦٤٨) ، وصحيح مسلم (٢٥٧١) .
أخي الكريم: هذه المصائب والكوارث يصاب بها الأخيار والفجار والصالحون والأشرار؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، ولا يمكن الجزم بأنها دلالة على غضب الله، ولا رضاه، ولكنها أقدار من الله -عز وجل- يبتلي بها عباده ويختبرهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
ولكن ننصح هذا الرجل الذي تكرر له الإخفاق في هذا المجال أن يبحث عن مجال آخر، فربما كان السبب أنه دخل في عمل لا يناسبه ولا يحسنه، وأنه لو توجه إلى مهنة أخرى وعمل آخر فربما فتح عليه فيه، وتيسَّر أمره ووجد العمل الذي يناسبه.
نسأل الله -عز وجل- له التوفيق والسداد والصلاح، وأن يهديه للخير. والصلاة والسلام على نبينا محمد.