للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل أقاطعهم..؟]

المجيب عبد الله العيادة

عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية

التاريخ ٢٦/١١/١٤٢٢

السؤال

الوالد متوفى، أنا أوسط إخوتي، الوالدة لديها مشاكل كثيرة مع إخوتي وزوجاتهم. أحد اخوتي الذي يكبرني يتجرأ على الوالدة كثيراً وأحيانا أمام الناس، ويستطيع أن يفرض عليها ما يريد سواء كان شيئاً طيباً أو غير ذلك. في الفترة الأخيرة أجبرها على أن نجتمع عندها نحن الإخوان والأخوات يوماً كل أسبوع، وهي لا تريد ذلك لكنها استجابت إما خوفا منه أو لأنها تحبه. لا أعلم، وفي هذا اليوم يكون التلفاز بالقنوات الفضائية يعمل وبشكل أساسي أي لابد منه وبصوت مرتفع سواء كانت قناة إخبارية أو سواها، ودائما كنت أحاول أن أتحكم لتكون القناة إخبارية إضافة إلى بعض المعاصي الأخرى.

السؤال: هل أقاطع هذا الاجتماع؟ مع العلم أني أزور والدتي يومياً تقريباً أما إخوتي فنادراً، وإذا كان الجواب بمقاطعة الاجتماع هل أخبرهم بالسبب؟ مع العلم أنهم لا يتقبلون نصحي ويرون أني معقد، ربما أسلوبي هو السبب. أرجو إفادتي وجزاكم الله خيراً.

الجواب

يا أخي الكريم، مشكلتك ذات شقين: الأول: تعامل أخيك مع الوالدة وسلبيتها، والثاني: موقفك معهم.

أما من ناحية الوالدة فأنت أدرى بها. هل شخصيتها ضعيفة؟ وهل هي متعلمة..؟ هل هي من النوع الذي يمكن تقويته..؟ فإن كانت كذلك فعليك تقوية الجانب النفسي فيها وبث الثقة في نفسها. وإيضاح مالها من الحقوق الشرعية عليهم؛ من أجل أن تجابه الأخ المشاكس. ثم حاول تقوية الوازع الديني لديها لعلها تقاطع هذا الاجتماع الذي فيه بعض المعاصي. فإن استطعت ذلك فاعلم أنك قد انتصرت عليهم. وما أجمل الإقناع بالحسنى خاصة مع الوالدة. ولا تنس أن تؤثر عليها من ناحية ضجرها من أخيك. أما من جهة مقاطعتك لهذا الاجتماع فإن كان وجودك سيؤثر عليهم وقد يستجيبون لك أو قد تغير منكراً فإن جلوسك؛ له أهمية فقد ينفع الله بك، أما إن حاولت معهم ولم تصل إلى نتيجة فقد تكون مقاطعتك زاجراً لهم وأخبرهم عن سبب مقاطعتك أنه بسبب وجود هذا المنكر، وكن على استمرار في التواصل مع والدتك خارج هذا الاجتماع.

أخيراً قضية عدم تقبل النصح.. المسلم يا أخي مأمور بالنصيحة على قدر الاستطاعة} فاتقوا الله ما استطعتم {ونتائج النصح ليست بأيدينا فأمرها إلى الله. وما يدريك فقد تلقي البذرة ويأتي بعدك من يسقيها أو قد يستيقظ ضمير المنصوح وتأكد أنك لا تهدي من أحببت ولكن ما أجمل الصدق في هذا المجال.. واثبت على ما أنت فيه حتى ولو كنت وحدك.

أسأل الله لنا ولك الإعانة والقبول؛ فأنت على خير عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>