للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- كما وصفته أم معبد رضي الله عنها]

المجيب عقيل بن محمد بن زيد المقطري

رئيس اللجنة العلمية بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/السيرة النبوية

التاريخ ١٤/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

ما هو الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم، كما وصفته به أم معبد التي رأته ووصفته بدقة.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

فإن الوصف الكامل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما وصفته أم معبد، كما جاء في حديث حبيش بن خالد، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- حين خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، مرَّ- عليه الصلاة والسلام- على خيمة أم معبد، رضي الله عنها، ورأت من كراماته صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بايعها على الإسلام، وانطلق، ولما رجع زوجها ووجد لبنًا أعجبه ذلك وقال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صِفِيه لي يا أم معبد. قالت: رأيتُ رَجُلاً ظاهِرَ الوَضَاءَةِ أَبْلَجَ الوَجْهِ، حَسَنَ الخَلْقِ؛ لَمْ تَعِبْهُ تَجِلَّةٌ، ولَمْ تُزْرِيهِ صعلةٌ، وَسِيمٌ، قَسِيمٌ، في عَيْنِهِ دَعَجٌ، وفي أَشْفَارِهِ وَطفٌ، وفي صوتِه صَهلٌ، وفي عُنقِه سَطعٌ، وفي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إن صمَتَ فَعَلَيه الوَقَارُ، وإنْ تَكَلَّم سماه وعَلَاهُ البَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وأَبْهَاهُ مِن بَعيدٍ، وأَحْسَنُه وأجملُه مِن قَريبٍ، حُلْوُ المًنْطِقِ، فَصْلاً لا نَزْرَ ولا هَذْرَ، كأنَّ منطقَه خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ، لا تَشْنَؤهُ مِن طولٍ، ولا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِن قِصَرٍ، غُصنٌ بينَ غُصنَين، فهو أَنْضَرُ الثلاثةِ مَنْظَرًا، وأحسنُهم قَدْرًا، له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إنْ قال سَمِعُوا لِقَوْلِه، وإنْ أمَر تَبَادَرُوا إلى أمْرِه، مَحْفُودٌ، مَحْشُودٌ، لا عَابِسٌ ولا مُقْتَصِدٌ. الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٣٦٠٥) ، والحاكم في المستدرك (٣/٩-١٠) ، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢٨٢-٢٨٧) ، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (١٤٣٤-١٤٣٧) .

وله شاهد من حديث جابر كما عند البزار (كشف الاستار: ١٧٤٢) .

وشاهد آخر من حديث أبي معبد الخزاعي، رواه ابن سعد في الطبقات (١/٢٣٠-٢٣٢) .

وله شاهد أيضاً عند البيهقي في دلائل النبوة (٢/٤٩١) .

والحديث: بمجموع طرقه يرتقى إلى درجة الحسن. والله الموفق. (*)


(*) شرح معاني بعض الكلمات:
الوَضَاءَةِ: حسن الوجه.
أَبْلَجَ الوَجْهِ: مشرق الوجه.
التَجِلَّةٌ: عظم البطن.
الصعلة: صغر الرأس.
الوَسِيمٌ: الجميل الخلقة.
الدعج: شدة سواد العينين.
الوطف: طول أشفار العيون.
الصهل: حدَّه الصوت وصلابته.
سطع: إشراف وطول.
كثاثة: دقة نبات شعر اللحية مع استدارة.
أَزَجُّ أَقْرَنُ: دقة شعر الحاجبين مع طول فيهما واتصال ما بينهما من شعر.
البهاء: حسن المظهر.
لا نَزْرَ ولا هَذْرَ: كلامه بَيِّن واضح ليس كثيراً وليس قليلاً.
لا تَشْنَؤهُ مِن طولٍ: ليس طويلاً طولاً مفرطاً.
ولا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِن قِصَرٍ: لا يحتقر لقصره الشديد.
له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ: يحيطون به.
المَحْفُودٌ: المخدوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>