عملت دعوة لقيام ليل جماعي، ليلة واحدة فقط لا غيرها، وهي ليلة إجازة مناسبة، فأخبرني أحد الإخوة أن هذا يعتبر تخصيصا فيدخل في دائرة البدعة، فرددت عليه أن هذا لا يعتبر تخصيصا لأنني لم أقم بعمله في ليلة معينة أسبوعيا، بل هي مرة واحدة فقط، قد تحدث مرة في كل أسبوع، أو مرة كل شهر، من غير تحديد يوم من أيام الأسبوع بذاته، فهل كلامي صحيح؟
الجواب
الحمد لله، وبعد..
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه البخاري (٢٦٩٧) ومسلم (١٧١٨) ، من حديث عائشة - رضي الله عنها- وفي رواية لمسلم:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وإذا نظرنا إلى صلاة النافلة جماعة كقيام الليل فإن ذلك في غير رمضان لم يكن معتاداً من النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا من الصحابة - رضي الله عنهم- ولكن فعله أحياناً كما لو صلى رفقة سفر جماعة ليلةً من الليالي أو صلى الرجل مع زوجته أحياناً ونحو ذلك فهذا لا بأس به، وله أصل في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل، ثم جاء ابن عباس - رضي الله عنهما - فصلى معه، متفق عليه البخاري (١٨٣) ومسلم (٧٦٣) ، وكما في مسلم (٣٠١٤) في قصة جابر وجبار - رضي الله عنهما- حيث صليا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- والظاهر أن صلاته كانت نافلة، وأما تخصيص يوم أو ليلة لهذا العمل سواء كان محدداً أو كان ليلة في كل أسبوع من غير تحديد، أوكل شهر، فهذا فيما يظهر لي قد يدخل في الابتداع، ولا سيما باقترانه بدعوة الآخرين إلى البيت مثلاً لصلاة جماعية.