للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لا أطيق زوجتي.!!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية

التاريخ ١٩-٤-١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

بداية جزاكم الله خيرا الجزاء على هذا الموقع القيم وجعل الله جميع ما تقومون به في ميزان حسناتكم ونفعنا بعلمكم

بدية أنا رجل متزوج منذ ما يقارب الثلاث سنوات وأحب زوجتي ويشهد الله أني أعاملها بما يرضي الله. هي وأهلها والذين هم بمثابة أهل لي، ولكني لا أعلم لماذا تمر أيام علي لا أشعر بميل نحوها وأحاول الابتعاد عنها رغم أنه لم يصدر منها أي شيء يضايقني، حيث أبقى متوترا حال رجوعي من العمل وتلح هي علي لمعرفة ما بي ولكني لا أستطيع مصارحتها بأني لا أطيقها.

وبعد أيام يعود الحال إلى ما هو عليه.

أفيدوني ماذا أفعل حيث أن هذه الحالة تعودني كثيراً ولا أريد ظلماً لزوجتي ولكن أشعر أن الأمر خارج عن إرادتي.

الجواب

الأخ الكريم:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"

النفس البشرية مخزون مليء بالأسرار والعجائب والكنوز المعرفية لمن حاول التأمل فيها والتبصر في حالتها والتمعن في تقلباتها، إنها معين أعجز الكثيرين من علماء النفس والروحانيات والأخلاقيات والفضائل عن الإحاطة بالقدر القليل منها والنزر اليسير من أسرارها، وكل الذي فعلوه هو فقط محاولة سبرٍ لأغوارها المتقلبة وتفتيش لأشكالها المختلفة علَّهم بذلك يدركون شيئاً من كنهها العجيب وجسمها اللطيف وصفاتها المتعددة وصورها الكثيرة.. إنها حقيقة آية من آيات عظمة الله في هذا الكون.. ومعجزة من معجزات خلقه العظيمة فتبارك الله أحسن الخالقين.

الإنسان في خلقته التي خلق الله عليها مركب من عنصرين اثنين هما روح وجسد. وهو يحسن التعامل مع الجسد بشكل بارع.. هو بارع في علاجه إذا ما احتاج إلى ذلك حال المرض وهو بارع في تجميله وتحسين صورته بالاعتناء به ليل نهار في حال الصحة والعافية، أما الشق الآخر وهي النفس فإنها أمر يصعب التعامل معها ويستعصي على الكثيرين فهمها ناهيك عن احتوائها وعلاجها وقد يحزن الإنسان ولكن لا يدري من أين يأتيه الحزن.. وقد يغتم ويهتم ولكن لا يعلم مصدر ذلك الغم والهم.. وفي المقابل فقد يسعد ويحس بانشراحٍ في الصدر وتبتهج نفسيته وهو لا يعلم مصدر ذلك كله.

هي منبع الخير كله، وهي نفسها منبع الشر كله لدى الإنسان..تخطو القدم.. وتبطش اليد وتبصر العين وتسمع الأذن ويتكلم اللسان كل ذلك يتم بأمر من هذه النفس وتكف جميعها عن العمل بأمر منها أيضاً. إنها كما ذكرت سر عجيب أودعه الله سبحانه في ذواتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>