معي طالبة في الفصل، وهي تقول: أنا أعيش بلا دين، لأني لا أؤمن بوجود إنه! فأقول من خلقك؟، فتقول: لا أعلم مثلي مثل الحيوان، أقول: والعقل الذي ميزك الله به عن الحيوان؟ تقول: لا أعلم، نحن نوع من الحيوانات! أرجو أن تبينوا لي كيف أتعامل معها؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيظهر أن هذه الطالبة من الصنف الذي يعيش تحت وطأة لوثات فكرية إلحادية، أو في بيئة معرضة عن ذكر الله، والبعض يعاني من اضطراب، وخلل في العقل والتفكير، أو وساوس ونحو ذلك، وهذه الحالات النادرة أرى أن لا تكون محل اهتمام كبير لندرتها، ولأنها لا تبحث عن الحقيقة فيما يبدو، ومجرد الإشفاق على هذا النوع غالباً إنما يكون عاطفياً، ولذا فإني أوصي السائلة بأن لا تذهب نفسها حسرات ولتتذكر أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم:(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)[فاطر:٨] . وقال:"إنك لا تهدي من أحببت"[القصص:٥٦] . ولتتذكر أيضًا وأن القلوب بيد الله يهدي من يشاء.
ويضل من يشاء، ولا يعني ذلك عدم دعوة هؤلاء الضالين. بل يُدعون للحق، لكن بشيء من الرفق، وبالقدوة، وعدم التمادي في الجدال. وبالمحاجة الفطرية، والعقلية السهلة، ويمكن أن ينصحوا بقراءة الكتب المتخصصة التي تخاطب العقل، والفطرة، والوجدان، وتلفت النظرة إلى آيات الله في الإنسان، والكون.. وأهمها ترجمة معاني القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل كتاب:"الله يتجلى في عصر العلم"، وكتاب "الإنسان ذلك المجهول" لإلكسس كارل ونحوهما.