أصدرت جمعية خيرية على أنه يجوز لولي الأمر بأن يمنع خطباء المساجد من الدعاء على النصارى عملاً بالسياسة الشرعية والمصلحة، والدليل عليه قوله -تعالى-:"ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله"الآية، فما حكم هذه الفتوى؟ لأنها سببت لنا في فتنة بين مؤيد ومرجح.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن مسألة الدعاء على النصارى واليهود وغيرهم من الكافرين عندما يكون منهم ظلم وعدوان من المسائل المشروعة، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على طوائف وقبائل وأفراد من المشركين وغيرهم انظر: البخاري (٢٨٠١) ومسلم (٦٧٥) ، وكان السلف يفعلون ذلك عند مقتضاه، وأما منع ولي الأمر للخطباء من ذلك فإن كان مبنياً على دفع مفسدة ظاهرة فله ذلك ويطاع في ذلك، أما إذا كان لمجرد الهوى والميل ففي ذلك نظر، لكن مع ذلك يجب على الخطباء درء المفاسد والفتن وتوخي الحكمة في هذا الأمر وغيره، وقاعدة (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) قاعدة عظيمة ومعتبرة في مثل هذا المقام وغيره، والله الموفق.