للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجي يكثر السهر]

المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار

إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ بعد الزواج /الحقوق الزوجية

التاريخ ٠٢/٠٨/١٤٢٦هـ

السؤال

أريد أن أعرف هل من حق الزوج السهر يومياً أو شبه يومي؟ مع العلم أن يومي الأربعاء والخميس يعتبرهما من حقه، ويصر على السهر فيهما. وحتى أكون صادقة فهو لا يقصر معي في شيء، إلا أني أعرف أن الجلسة التي يجلسها مع زملائه كلها معاصٍ، لذا أود أن يبتعد عنهم، فبماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

(١) أعجبني في رسالتك أمران:

الأول: الحرص على بعد الزوج عن معصية الله، وهذا الأمر من أهم لوازم الحياة الزوجية.

الثاني: الإنصاف وبيان الحقيقة، وهذا من أعظم الصفات في الإنسان عموماً.

(٢) أختي الكريمة: في الحياة الزوجية والأسرية مقاصد كبرى وأساسية، وفيها مقاصد صغرى رغم أهميتها، فمن المقاصد الكبرى: المحافظة على الكيان الأسري، واستمرار الحياة الزوجية.

ومن المقاصد الصغرى: أداء بعض الحقوق الزوجية ذات المرتبة الثانية في الأهمية.

إذن: الحقوق أيضاً تنقسم إلى حقوق النفقة، والحد الأدنى من حسن المعاشرة.

ومن الحقوق الثانية الكمالية: حق أهل البيت في بقاء الزوج معهم بعض أيام الأسبوع، وسهره عندهم، وإدخال الأنس عليهم.

والذي أريد أن أقوله بعد هذا كله هو ما دامت المقاصد الكبرى متحققة، والحقوق الأولية مؤداة، فاحرصي -بارك الله فيك- على المحافظة على تماسك الأسرة، وعلى دوام الزوجية، ولو بتقصير في بعض الحقوق الثانية الكمالية.

وبناءً على ما سبق أدعوك إلى اللطف والترفق في المطالبة ببقاء الزوج معكم في الأيام والليالي التي ذكرتها حتى يرتفع مستوى حسن العشرة، دون أن يقع شيء من الشقاق داخل الأسرة.

(٣) أختي الموفقة: إن سهر الرجل خارج البيت جميع ليالي الأسبوع أمر مزعج، لكن الأمر الأشد إزعاجاً هو حصول المعاصي في تلك السهرات، وهذا الأمر مقلق ويستحق تركيزاً أكبر، فأوصيك بما يلي:

أ- الدعاء: دعاء المحتاجة المفتقرة إلى الله، الدعاء العامر بالصدق والإخلاص واليقين، دعاء المشفقة على زوجها من خطر المعاصي، دعاء السجود وآخر الليل وبين الأذان والإقامة.

ب- الحديث المباشر مع الزوج: حاولي إقناعه بهدوء، وحوار عقلاني بخطر مجالس المعصية، حاولي نصحه وترغيبه في الصحبة الصالحة من خلال الآيات والأحاديث وأقوال العلماء.

ج- الحرص على إغرائه بما يجعله يعود إلى البيت مبكراً، ويقلل الخروج منه.

فربما كان بعض الكلام الحسن والمجالس العامرة بالأنس جالبة الزوج ليعود إلى البيت مبكراً، وربما كانت العناية باللباس والحلي والزينة والعطور جاذبة الزوج ليعود مبكراً.

وربما كانت السفرة الرائعة -شكلاً ومضموناً- جاذبة الزوج ليعود مبكراً.

د- توفير بعض النصائح عن طريق الوسائل المقروءة، كالمطويات والكتب أو الوسائل المسموعة كأشرطة التسجيل، أو الوسائل المشاهدة كأشرطة الفيديو.

أسأل الله الكريم أن يسعدكما في الحياة الزوجية، وأن يصلح أولادكما، كما أسأله سبحانه أن يعينك ويسددك في إصلاح زوجك. والله ولي التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>