لماذا خلق الله الكون في ستة أيام؟ وهو سبحانه إذا أراد شيئًا قال له كن، فيكون؟!
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن الله تعالى له القوة المطلقة والإرادة المطلقة، وإذا أراد أمرا، فإنما يقول له كن فيكون، فبكلامه تعالى يخلق ويكوّن الأشياء من العدم (ألا له الخلق والأمر)[الاعراف: ٥٤] . فبالأمر يكوّن ويخلق إلى قيام الساعة.
أما لماذا لم يخلق الكون بالأمر دون الفعل في ستة أيام، فهذا لا يمكن أن نعرفه على وجه الحقيقة إلا على يد نبي معصوم، وقد انقطع الوحي بموت رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل العلم يقولون إنه فعل ذلك لحكمة عظيمة يعلمها -سبحانه- وقد يعلم البشر شيئا منها.
ويمكن أن يقال في كثير من الأمور ما قالته السائلة، كأن يقال: بما أن الله قدر الأقدار وعلم أهل الجنة والنار، فلماذا لم يخلقهم جملة واحدة ويدخلهم إلى مصيرهم فورا؟ ويقال: لماذا أخفى عنا بعض الخلق كالجن والملائكة؟ ويقال ويقال ...
والواجب على المؤمنين التسليم لنصوص الشرع الحنيف واتباع ما جاء به النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وأما معرفة ما هو من اختصاص ذاته سبحانه وصفاته، فلا سبيل للوصول، إليه كما قال سيدنا المسيح عيسى عليه السلام "تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب"[المائدة:١١٦] . وصلى الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.