للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هل هذا من النعي؟!]

المجيب د. سعد بن ناصر الشثري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٠/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

المقبرة عندنا فيها تلفون، فيأتي بعض الناس ويضعون أرقام جوالاتهم عند العامل الموجود فيها، حتى يخبرهم إذا كان هناك جنازة دون أن يكلمهم، بالنسبة لي أنا إمام مسجد، وإذا كان هناك جنازة يطلب مني بعض أولئك الشباب أن أخبر الناس بوجود الجنازة حتى يحضروها، هل في ذلك محظور شرعي؟ لأنني سمعت أن هذا من النياحة.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

فلا شك أن النياحة من المحرمات، فقد روى مسلم في صحيحه (٦٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت"، والمراد بالنياحة رفع الصوت بتعداد محاسن الميت على جهة التحسر والتألم، ومن هنا فإن إخبار عامل المقبرة لبعض الناس بموت الميت بواسطة الهاتف لا يعد من النياحة، وكذلك إخبار إمام المسجد لبعض الناس ولو في المسجد بواسطة مكبر الصوت بموت شخص مع توضيح مكان الصلاة عليه وزمانها لا يعد من النياحة؛ لأنه لا يصدق عليه تعريف النياحة السابق، وقد ورد في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أخبر أصحابه - رضي الله عنهم- في المسجد بموت النجاشي وقال: "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش فهلم فصلوا عليه" انظر صحيح البخاري (١٣١٨، ١٣٢٠) وصحيح مسلم (٩٥١، ٩٥٢) ، وفي الصحيح أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم- وجد قبراً فسأل عنه فقيل: توفي البارحة فقال: "أفلا آذنتموني" انظر صحيح البخاري (١٣٢١) وصحيح مسلم (٩٥٤) ، فدل ذلك على جواز الإخبار بوفاة الميت، ويماثل ذلك الاتصال بالهاتف الجوال، والإخبار عنه بمكبر الصوت، فلا يعد ذلك من النياحة المحرمة شرعاً. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>