كثير من النصارى لا يؤمنون بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه -كما يعتقدون- لم يأت بنبؤات كثيرة في الماضي. وأنا أعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء بنبؤات كثيرة. فأرجو منكم تزويدي بقائمة توضح هذه النبؤات، وذكر أكبر عدد ممكن منها، مع توضيح مصدرها بذكر الآيات والسور. وإذا كانت من الحديث فأرجو إيراد الصحيح منها، أو تحديد درجة صحة الحديث، وفيما إذا كان يمكنني الوثوق به تمامًا. أرجو الإحاطة؛ فأنا في وضع بالغ الخطورة على ديني، لذا فأنا بحاجة ماسة لمساعدة منكم بهذا الخصوص، تزيل الشكوك وتكون حجة لي في دعوة الغير.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أجرى الله على يد رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- معجزات باهرات وآيات مبصرات، إذا نظر إليها مريد الحق دلته على صدق من جاء بها، وأنه مرسل من عند الله، لأن هذه الآيات لا يمكن أن تُجرى على يد كذَّاب، وهذه المعجزات كثيرة جداً، وأُلِّفَ فيها المؤلفات، وتناولها العلماء بالجمع والدراسة. فمن هذه المعجزات ما يلي:
١- القرآن:
وهو أعظم هذه المعجزات، بل وأعظم معجزات الأنبياء على الإطلاق، وهو القرآن الكريم والكتاب المبين، وهو آية تخاطب النفوس والعقول، وهو باقٍ دائم إلى يوم الدين لا يطرأ عليه التبديل ولا التغيير، قال الله تعالى:" وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"[فصلت:٤١ـ٤٢] وقد تحدَّى الله به فصحاء العرب، وقد كانت الفصاحة والبلاغة وجودة القول هي بضاعة العرب، ولكنهم مع ذلك لم يأتوا بمثله.