ومن آياته أيضا إسراء النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين، قال الله تعالى:" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم "[الإسراء:١] . ومن المسجد الأقصى عرج به إلى السماء، وهناك رأى من آيات الله الكبرى.
وقد استعظم الكفار من قريش دعوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء، حيث كانت القوافل تمضي الأسابيع في الذهاب إلى فلسطين والعودة منها، فكيف يتسنى لرجل أن يمضي ويعود في ليلة؟! ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبرهم عن صفات المسجد الأقصى لما سألوه عنه، فأجابهم مع أنهم يعرفون أنه لم يذهب إليه قبل ذلك وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد رأيتني في الحِجْرِ وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به". أخرجه مسلم (١٧٢) .
٣ ـ انشقاق القمر:
وهذه المعجزة أيضاً من أعظم المعجزات، وقد سأل أهل مكة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر، قال الله تعالى:"اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر"[القمر:١ـ٢] . وينقل الإمام ابن كثير الإجماع على حدوث هذه الآية.
وجاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية، فأراهم انشقاق القمر مرتين. أخرجه البخاري (٣٦٣٧) ومسلم (٢٨٠٢) وفي بعض روايات الحديث عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى إذا انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اشهدوا" رواها مسلم (٢٨٠٠) .