للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هددها بإسماع أهلها مكالماتها معه]

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ١٧/١١/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة كنت أحسب نفسي ملتزمة بتعاليم ديني، وكنت قدر المستطاع أحافظ على واجباتي، وتأخر بي سن الزواج، وتقدم لي شخص من عائلة معروفة، لكنه كان يطلب مني نزع الحجاب، فرفضته قبل أن أراه، لكن وسط ضغوطات المجتمع والأهل واتهامهم لي بالعنوسة، دخلت إحدى مواقع الدردشة، وكنت أبحث عن زوج تقي, تعرفت على شاب، وكان يظهر أنه على خلق ودين، المهم أعطيته هاتفي وبدأ يكلمني، ثم بدأ كلام الحب والغزل، وانجرفت وراءه متناسية كل ما كنت أرفضه من قبل؛ فقد كان همي أن أتزوج، ولكن في أحد الأيام أحسست بذنبي، فأرسلت له رسالة وطلبت منه أن نتوقف عن كل هذه الأحاديث، وأن نعين بعضاً على طاعة الله، ففوجئت برسالة منه يقول عني معقدة وأحسن لي أن أتصوف، وأنه يتخيل حياته معي كلها عقدًا، فأجبته إذا كنت تعتبر ذلك عقداً، فأنا فخورة بكوني معقدة، فوصلتني رسالة منه يهددني بأنه كان يسجل مكالماتي معه، وأنه سيتصل بأهلي ويسمعها لهم، أنا أريد أن أتوب وقلت له ذلك، ولكن أنا خائفة جدا من هذا الشيطان الذي يهددني، أرجوكم أدعو لي أن يتقبل الله توبتي ويثبتني، ويبعد عني كيد هذا الفاسق أرجوكم أدعوا لي.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

إلى الأخت الفاضلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بعد قراءة رسالتك، شعرت بالمرارة والأسى والحزن مما حدث لك، وازداد حزني؛ لأن ذلك يصدر من فتاة يفترض فيها الالتزام بشرع الله، والاستقامة على دين الله، لكن قدَّر الله وما شاء فعل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أختي العزيزة: إن ما يحزنني ويثقل كاهلي، ويضيق علي الدنيا برحابتها أن هذه المأساة تتكرر بشكل يومي، وبنفس الأحداث، وبنفس الطريقة، والنتائج متفاوتة، وكلها تصب في معين واحد ألا وهو قتل العفة ووأد الفضيلة عند الفتاة.

أختاه: ألم تسمعي عن قصص الفتيات اللاتي سرن في هذا الطريق الخطير، وسقطن في هذا المستنقع الآسن، وغرقن في بحر الشهوات والملذات الآثمة؟ والنتيجة عار وشنار، وفضيحة تلاحق الفتاة أينما حلت وارتحلت، كم من كتب ألفت في هذا المضمار؟ وكم من أشرطة سجلت لتحكي لنا تلك المآسي والمخازي والآلام؟ ومما يزيد من عجبي وهمي في آن واحد، ألا من معتبر؟ فما زال السائرون والسائرات على هذا الدرب كثر، وكأن هذه القصص لا تعنيهم في شيء، وكأني بهم يقولون: نريد أن ننضم إلى تلك القافلة الآثمة، ونزيد من رصيد هذه القصص المؤلمة، سبحان ربي العظيم "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" [الحج:٤٦] .

أختاه: أي شيء أحب إليك، أن يقولوا: عانساً أو يقولوا..... أعيذك بالله من شر الفسق والخنا والفجور.

<<  <  ج: ص:  >  >>