للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيف أنصح هذه الفتاة؟]

المجيب د. شيخة بنت المفرج المفرج

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق

التاريخ ٢١/٧/١٤٢٥هـ

السؤال

أنا طالبة في الكلية، متزوجة وعندي بنت، عندما ذهبت للتطبيق العملي على التدريس في إحدى المدارس المتوسطة فوجئت بإحدى الطالبات اللاتي درستهن، وقد كانت مشاغبة، وحاولت تنبيهها، لكنها كانت تنظر لي نظرات اشمئزاز، وهي تبلغ من العمر ٢٠ سنة، الغريب في الأمر أنها بعد ذلك تعلَّقت بي تعلقاً شديداً، وأصبحت تأتي لتحدثني في كل وقت، وأنا أحاول منعها بأدب؛ حتى لا أتعرض للإحراج من المراقبات أو المعلمات، وكانت تحضر لي هدايا ورسائل معطرة، وكل ما خرجت من مكاني وجدتها تتلصص وتحاول النظر إلي، وتخرج من الحصص لتمر من أمامي وتنظر إلي، أحسست أنها تعاني من فراغ عاطفي، مما أدى بها إلى هذا الفعل، وهي في مثل هذا العمر، وقد نصحتها بأن هذه الحركات لا تليق، لكنها لم تستمع إلي، تشاجرت أكثر من مرة مع المعلمات لأجل أن تأتي إلي، فهي معروفة بين المعلمات بمشاكلها وكثرة مشاجراتها مع الطالبات والمعلمات، لكن الذي لا يعرفنه أنها فتاة حساسة ورقيقة، رغم أنها ترد على كل من يتكلم معها وبقوة، ولا يهمها أن كتبوا لها تعهداً أو حتى فصلت من المدرسة، فهي لا تحب الدراسة، ولكن أمها تجبرها على ذلك، ومن خلال حديثي معها اكتشفت أنها غير ملتزمة بتاتاً، لا بالحجاب، ولا باللبس الشرعي، ولا بقصات الشعر، وهي تفتخر بذلك، حيث تعتبر الالتزام بالحجاب والملابس المحتشمة عادات وتقاليد، فقد كانت تسكن خارج المملكة في بلد غير ملتزم، وكانت المدة التي قضيناها في المدرسة أسبوعين فقط، لكنها أحبتني حباً شديداً، وقد حاولت المراقبات منعها من الحديث معي، فأعطتني رقم هاتفها، وقد وافقت على أخذه وكلمتها؛ لأنني أريد مساعدتها وإنقاذها مما هي فيه من الضياع، فهل ما فعلته صحيحاً؟ وكيف يمكن أن أنصحها بأسلوب متدرج؟ هل أخرج معها إلى أماكن عامة، وأهديها أشرطة، وأكلمها بشكل مستمر؟ أم أبتعد عنها وأحذر منها؟.

الجواب

اختي الكريمة: سلام الله عليك ورحمته وبركاته. وبعد:

فأهنئك على نيتك الطيبة باستصلاح هذه الإنسانة، وتذكري قوله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" [العنكبوت:٦٩] ، وإليكِ هذه الخطوات المقترحة؛ لعل الله ينفع بها:

١- ألحي في الدعاء بأن يهديها الله ويصلح من حالها.

٢- لا تقدمي على أي تصرُّف معها إلا بعد الاستخارة.

٣- أنصحك بعدم الخروج معها إلى الأماكن العامة؛ لأنه قد يترتب على ذلك مفاسد، مثل: التعلق المفضي إلى الشذوذ، نسأل الله السلامة والعافية، وتبرجها الذي قد يؤثر على سمعتك.

٤- اجعلي اتصالك بها يكون بعد دراسة مكتوبة للنقاط المراد مناقشتها في المكالمة؛ حتى لا تضيع المكالمة فيما لا ينفع.

٥- حاولي ربطها بكتاب الله؛ لتستغني به عما يغضب الله.

٦- انصحيها بصيام الأيام الفاضلة؛ فهذا يخفف من حدة الفراغ العاطفي عندها.

<<  <  ج: ص:  >  >>