للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أهل الفترة]

المجيب د. رفعت فوزي عبد المطلب

رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٧/٠٣/١٤٢٧هـ

السؤال

لي زميل نصراني يقول: تم اكتشاف حضارات لها أربعة آلاف سنة قبل الميلاد خارج منطقة النبوة. يقصد أن الأنبياء لم يُبعثوا فيها ولم يصلوا إليها، فما حكم هؤلاء من حيث الوعد والوعيد؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فمن قال لزميلك النصراني: إن أربعة آلاف عام قبل الميلاد هي في عمر الزمان خارج منطقة النبوة، فالنبوة -أخي الكريم- بدأت مع بدء الخليقة، إذ إن آدم -عليه السلام- هو أبو البشر وأول الخلق، وهو كذلك نبي من أنبياء الله كما قال أهل العلم، كما أن الله -تعالى- يقول: "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" فاطر:٢٤] .

وقد تطول الفترة بين مبعث نبي وآخر، فيعم الجهل ويتبدل التوحيد شركاً، فيرسل الله رسولا آخر يجدد العهد بتوحيد الله عز وجل، ثم إنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة ... " أخرجه البخاري (١٣٥٨) ، ومسلم (٢٦٥٨) ، بما يعني أن الإسلام والتوحيد هما الأصل في النفس الإنسانية، أما من يعيشون في فترة زمنية بعيدة عن الدعوة أو بين عهد نبيين فهؤلاء يسمون عند أهل العلم "أهل الفترة"، والحكم عليهم كما أفتى به الشيخ ابن عثيمين -يرحمه الله- بقوله: " ... حكمهم في الدنيا حكم الكفار، وأما في الآخرة فالله أعلم بما كانوا عاملين، يختبرون ويكلفون بما يشاء الله -عز وجل- وما تقضيه حكمته، فإن أطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار".. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>