[مذاهب الأئمة الأربعة في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم]
المجيب أ. د. ناصر بن عبد الكريم العقل
أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/التوسل وأنواعه
التاريخ ١٥/٠٨/١٤٢٦هـ
السؤال
أريد ذكر أقوال الأئمة الأربعة في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب
التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أقسام:
(١) أن يتوسل بالإيمان به واتباعه، فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول:"اللهم آمنت بك وبرسولك فاغفر لي" وهذا لا بأس به، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى:"ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار"[آل عمران: ١٩٣] . ولأن الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً. (وهذا جائز في حياته وبعد مماته) .
(٢) أن يتوسل بدعائه، أي بأن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له فهذا جائز في حياته (لا بعد مماته لأنه بعد مماته متعذر) ، وهذا النوع- أي التوسل بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي جاء في قصة توسل الأعمى. انظر جامع الترمذي (٣٥٧٨) ، وسنن ابن ماجه (١٣٨٥) .
٣- أن يتوسل بجاهه ومنزلته عند الله، فهذا لا يجوز لا في حياته ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة، إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله. [ابن عثيمين، الفتاوى (٢/٣٤٣-٣٤٨) ] .