هل صحيح أن الرؤيا على جناح طائر، تقع على أول تأويل لها؟
الجواب
الأحاديث الواردة في هذا المعنى كحديث أنس، وعائشة، وأبي رزين العقيلي-رضي الله عنهم- أحاديث لا تخلو من مقال من حيث الإسناد.
وهي من حيث المتن أيضاً مخالفة لما دلّ عليه حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المتفق عليه في قصة الرجل الذي ذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم- رؤيا، ثم طلب أبوبكر-رضي الله عنه- من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعبرها، فذكر أبو بكر تعبيره، ثم سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل أصبت أم أخطأت؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً)) .
فلو كانت الرؤيا تقع لأول عابر لم يقل له النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((وأخطأت بعضاً)) .
ولا يعني هذا أنها لا تقع لأول عابر، بل قد تقع ولكن هذا ليس دائماً، ولهذا بوّب البخاري -رحمه الله- على حديث ابن عباس المشار إليه بقوله:(باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب) والله أعلم. انظر فتح الباري ١٢/٤٣١.