للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التشتت الفكري.. والضيق يقتلاني!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /اخرى

التاريخ ١١-٤-١٤٢٤

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي الكبرى أنني أعاني من ضيق في الصدر ووجع في الجسم وتشويش في الأفكار كلما دخلت بيتي مع أني لا أختلف مع زوجي.

الجواب

أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع موقع" الإسلام اليوم" وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.

أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:

أولاً:- جاء سؤالك مختصراً وموجزاً، حد الإخلال.. والتفصيل هنا مهم..!! فلم تذكري شيئاً عن حياتك الأسرية وأبناءك.. وهل تعيشون في منزل مستقل أم هو مشترك مع أسرة زوجك.. وهل أنت موظفة أم ربة منزل.. وما هو عمل زوجك وطبيعة علاقتكما معاً..؟! وغير ذلك من التفاصيل الهامة جداً لتشخيص الداء ووصف الدواء..!!

ثانياً: ربما كان ضيق الصدر ووجع الجسم سببا لتشوش الأفكار الذي تعانين منه. وربما كان نتيجة.. ولذلك فإن الخطوة الأهم هي معرفة أيهما السبب وأيهما النتيجة؟! وهذا ما يحدده إجراءك كشفاً طبيا لدى إحدى الجهات المختصة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأوجاع وهذا الضيق " عضوي " أم " نفسي "!!!

ثالثاً: لتعلمي - أختي الكريمة - أن المشكلة - غالباً - ليست فيما يعترينا من صعوبات أو عقبات أو مشكلات عارضة.. فهذه سنة الحياة ونحن لن نخرج بحال عن طبيعتنا البشرية ونقصنا الإنساني..!! ولكن المشكلة - كل المشكلة - هي ما نسقطه على هذه الأمور من تفسيرات أو إسقاطات.. ومن ثم يزداد قلقنا واضطرابنا.. وقد نحمل الأمور أكثر مما تحتمل.. وبالتالي تتفاقم لدينا المشكلة ويزداد الضيق.. ويتضخم الهم ككرة الثلج المنحدرة..!! فنتقلب في فرشنا ونصطلي بلهيب الهواجس والمخاوف والأوهام.. ونعيش في دوامة قد لا نخرج منها إلا بصعوبة!!! وكل ذلك بسبب ما أسقطناه على مشكلاتنا من تفسيرات وتوقعات وهمية هي أبعد ما تكون عن الواقع.

رابعاً: يجب - تبعاً لذلك - ألا نعطي المسائل أكثر مما تستحق وأن نضعها في حجمها الحقيقي ونتعامل معها بشكل إيجابي مبني على التشخيص إما بشكل خاص.. أو باستشارة أهل الاختصاص.. ومن ثم البدء في علاج هذه المشكلة.. أو على الأقل التقليل من أعراضها ... أو التعايش معها كقدر مكتوب نؤجر عليه بقدر صبرنا واحتسابنا. وننظر إليه على أنه جزء من " معادلة الحياة " البشرية المليئة بالإيجابيات وفي نفس الوقت " بعض السلبيات..!! وهذا لا يعني توقف الحياة.. عند هذا الحد.. أو توقفنا عند حدود ندب حظوظنا ولطم خدودنا..!! فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير.. ومن معاني القوة الصبر والاحتساب ومجاهدة النفس والهوى.. والتفاعل الإيجابي مع التفاصيل اليومية لحياتنا.!.

خامساً: هناك طريقة " علمية " وعملية في نفس الوقت للتعامل مع مثل هذا " الضيق النفسي " و" ضبابية الرؤية " وتشويش الأفكار " وهي طريقة: ماذا..؟ ولماذا؟! وكيف؟!! وملخص هذه الفكرة ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>