للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيف أخشع في الصلاة؟]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كتاب الصلاة/ صفة الصلاة /مسائل متفرقة

التاريخ ٢٥/١/١٤٢٣

السؤال

كيف أخشع في الصلاة؟ وما هي أركان الصلاة؟ وجزاكم الله خيراً على الإجابة.

الجواب

الحمد لله، وبعد:

الأخ الكريم: نشكر لك اهتمامك بفريضة الصلاة وحرصك على الخشوع فيها، - فو الله - لو خشع المسلمون في صلاتهم لتغيرت أحوالهم، وطابت أيامهم، وهابهم عدوهم، ولقلت المنكرات في بلادهم، وغادرت الفحشاء ديارهم ... قال الله - تعالى -: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، وقال: " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" [المؤمنون:١-٢] ، والفلاح المذكور في الآية فلاح شامل في كل منحى، وكل شأن ومضمار. اعلم أخي الكريم أن مما يعين على الخشوع ما يلي:

(١) إسباغ الوضوء، فقد أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وكل من سأله عن الصلاة وما يتعلق بها، فقد أوصى به المسيء صلاته كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه (البخاري (٦٢٥١) ، ومسلم (٣٩٧)) ، وكما أوصى به لقيط بن صبرة - رضي الله عنه - كما رواه عنه أهل السنة (أبو داود (١٤٢) ، والترمذي (٧٨٨) ، والنسائي (٨٧) ، وابن ماجة (٤٠٧)) بسند صحيح.

(٢) تفريغ القلب من الشواغل الدنيوية والحاجات البدنية، فإن كان بحضرة طعام يشتهيه تناول منه ما يكفيه، وإن كان بحاجة إلى الخلاء بدأ به، وفي هذا أحاديث معلومة في الصحاح وغيرها، كحديث ابن عمر (البخاري (٦٧٣) ، ومسلم (٥٥٩)) ، وعائشة (مسلم ٥٦٠) ، وأنس (البخاري (٦٧٢) ، ومسلم (٥٥٧)) - رضي الله عنهم - تؤكد ما نقول.

(٣) استحضار هيبة الموقف بين يدي الله - تعالى -، وتذكر اطلاعه -سبحانه - علينا ومراقبته لنا، وأنه من غير اللائق التشاغل عن الصلاة وإقبال الرب علينا بتوافه الأمور وكثرة الشرود.

<<  <  ج: ص:  >  >>